(( فنارٌ أطالَ بعمر الغرقى ))
أبْلَغوهُ …
ان المسافةَ عطر ٌ
وان السرَ في تلون وجعي
قانونٌ جديدٌ لسرية النداء
وان اللحظة بيننا كانتْ خلقاً جديداً
****
أبلغوه ُ .. .
ان الجلدَ عبدٌ يتوقُ لسياطِ القرب
وان العينَ عباءةٌ تلمُ العراةَ من الحالمين
وان الكلمةَ المشنوقة على مقاصل العتاب
تلدُ سطوراً سجيتُها الانفلات
****
أبلغوهُ …
ان الكذبةَ الكبرى نسيان
والجرحُ سليلُ مجد لوله المعشوق
وان الغفرانَ ككحل الرب
الممزوج ببريقِ صلاة تتردد
*****
أبلغوهُ …
ان الزجاجةَ ترجُني
أنا الساخنةُ كــ الذرات
يرتديني أحمرٌ مدوخٌ
جزيئيةُ الدورانِ
أرتبُني تكوين لانزلاقِ معنى
اشجذبُني لغةً مدانةً بالخرس
*****
أبلغوهُ …
ان الدمعةَ التي سبحتْ في شاطئ قميصهِ
نذرتْ نفسَها لثماني سنواتٍ أخرى
وان العفافَ لا يليقُ بالطرائد
حين تكونُ الفخاخُ شبعةً بطُعمِها
****
أبلغوهُ …
ان العزلةَ تعصفُ بثيابِ عقلي
يجرجرُني موالُ فكرة قديم
فكرة يخلعُها الوقت من دمارهِ الرملي
يتسللُني الهروب من مسامي المضطرب
تشربُني الكؤوسُ بشهيةِ ناسك
****
أبلغوهُ …
ان شفتَي تدونُ انحسارهُ على خريطة الادعاء
وان القفلَ المكسور لسانه
ابتلعَ مفتاحَ الأغاني
وان شاعرتهُ لحنٌ عقّ سُلم خلاصهِ
خليجٌ أطلق سراحَ المرافئ
فنارٌ أطالَ بعمر الغرقى
*****
أبلغوهُ …
ان طبَبْتُ بساطتي … حتى يُشفى غرورهُ
ويلومهُ الضمادُ
ويعاندهُ الغرزُ على الهذيان بي
(راوية الشاعر )