لن أمنح عريكِ سمة الدخول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأهمسُ إليكِ في السرّ ،
أنْ ظللي قوامكِ ،
ابقي هناك بكلّ تفاصيلكِ ،
وبما أوتيتِ من غَنجِ ،
ريثما تجفّ النشوة، أو يخلد البياض في قارورة التشهّي !
لا تفصحي عن أنوثتك وإنْ استعصى عليكِ الأمر ،
اِشبكي كفيكِ على نهديكِ ،أو ألقمي نهديكِ بحمالة بليدة !
وفي ما تبقى لكِ من الوقت ،
ما عليكِ سوى أنْ تكتمي لهاث هذا الهائج في الجوار ،
لا تمنّيه بالطلَّ والبلل ، دعيه يتوسّد أعشابه الجافة ، اِسدليهنَّ بوجهه ،
فالمرايا توشك أنْ تستيقظ ! ماذا لو استيقظت المرايا فجأة ؟
وأنا بدوري
سأعيد هذا الهائج إلى غمده ، سأدعهُ يسبح حسير الرأس في مائه اليابس !
علَّهُ يتناسى كل شهقةٍ أو نزق ..
اِقبضي على خصركِ بإحكام ،
واري بما استطعتِ سوءَتَه ،
علّقي فوقه التعاويذ والتمائم ، أحيطيهِ بالجُند والعسس
حتى لو كلَّفكِ الأمر هذا بأن تتذرعي بادعاء كاذب
كأنّكِ تقولين مثلاً : إنّهُ كان يغافلني، ويغادرني كلّ ليلة
وفي كلّ مــرّةٍ يهربُ فيها ليمتد في سرير آخر ،
“يتميّس” مزهواً في ربوع الفحولة !
لا هبوط على سريري – حتى لو كان اللائذ بي مضطراً –
لا تسلل ، لا اختراق ،
فأجوائي – بكلّ خطوط طولها وعرضها محظورة -!
ومياهي إقليميتها محصّنة !
آه !
والطرقات إليَّ لا تصل ، لا أعرف للحظة لماذا الطرقات إليَّ لا تصل ؟
لن أمنح عريَـكِ سمة الدخول ، سآخذ بالحذر فكلّ ملامحكِ ملغَّمة !
سأراقب غفلتي ، وسريري المنقوع بالرغبات ، سأنتبه لما تحت السرير من أسرار ،
أنكأُ هذا الهائج المتحفّز ، ، سيقول الهائجُ لي أشياء وأشياءْ !
قبلَ أن يمتد أعلى من قامته !أعلمُ أنَّـهُ سرعان ما سيجروء على الهذيان بلسانٍ “ماذر” !
لا يهمني ذلك ، فأنا أدمنتُ صراخَهُ العتيق !
سأقيم الحظر على جسدكِ ،لن أمنح ماءكِ ما يشتهي ، سأدس شهقتي في الدخان ،أُفْرِغ أناملي من رعونتها ! أحشرني باتجاه واحد تحديداً باتجاهي ، لأحيط شهوتي بجدارٍ عازل .
(فلاش باك)
في المرّة الأولى تحسستُ الشهوة بارتباك بالغ، حدثَ لي هذا وأنا في منتصف العقد الثاني،كنتُ يومها أدلفُ خائفاً بين كراكيب بالية ،
أتلصص على تلك البضّة في الركن المشمس وهي تنثر عريها اللاهب عن سابق قصد بالطست ،
في المرّة الثانية وأنا أجلس صامتاً ورأسي للشباك مثل ولد مؤدب في زاوية من زوايا الباص. يومها احتك بفخذي ردفٌ أمرد ، يالَهُ من ردف جعلني أقطر رجولة بانت تلك الرجولة على بنطالي، تجسدت الرجولة على البنطال رقعة ندية سببت لي الحرج الكبير ، حرج جعلني أتكوّرُ مذعورا – مثل هــرّ محاصر- في زاوية من زوايا الباص !
في المرّة الثالثة
وأنا أتلمس الجمر لحظة ما استوقفتني تلك البضّة الملساء ،
أحاطتني بغنجها الناعم ، سحرتني بابتسامتها العريضة ، ياه ! هاهي قريبة بل ملاصقة لي ، هاهي بجسدها البضّ أمامي ، أنا هنا … لا لا لستُ مابين الكراكيب البالية إذن ، أنا قريب إليها قريب !هاهي تهمس لي مشيرة بسبابتها المعقوفة أن أدخل إلى كوخها الصغير !
يا لَسعادتي ، يا لَخوفي ! سأطبّق فعلياً ذاك الذي حذَّروني منه ،
جسدٌ ملغَّم بأنوثة باذخة ! ومفاتن طافحة بالعري أسقطتني مفاتنها على ركبتيّ!
استحضرتُ لحظتها سريري الطاعن في اليباس ،
اتخذتُ من الحرمان ذريعة لأرسمَ جبلاً لي من التبريرات ،
وأوهم نفسي بأني أتلقى الآن تفويضاً من السماء رأفة بي وتقديراً لحرماني ، لأقفز فوقها كالقط ، وددتُ لو أجثم فوقها قرناً كاملاً ، هل قرنٌ يكفي لكلّ ما أنا فيه من حرمان ؟
مالكَ تهتزّ مثل سعفة ؟ وترتجف مثل عصفور؟
ياه !
لا أدري
ربما من شدة الشبق انتفخت مساماتي بالفحولة فصرت خفيفا مثل بالون أو لربما مرَّ بياضك على سمرتي فارتجفت !
لا عليكِ
ما هي إلا وثبة سأصيّر بها اللحظة قرناً !
لن أصغي لتضاريسك النافرة ، سأخلِف مواعيد شفتيكِ ،أحرّض على وجنتيك الغُبار،واستعين بالرمل لأخربش كلّ الحكايات ،
هنا ثمّة ما تنْدى له الأنامل ، وترتجف لهُ الأرداف، ثمة أرض معشوشبة مشتهاة يمشّط أعشابها الهواء ! وهناك على المقربة ثمة ما يستدرجنا لثمانين جائرة !
حتى مَ تحيكين الغنج بإمعان لنسقط عنوة في الشباك ؟
لنكن على مسافة حذر واحدة تكفي بأنْ نطيح بالاحتمال المتواطئ ، ونختزل الشهوة بقبلات فارغة ،أعرف أنْ ليس باستطاعتنا ذلك ، فكل ما قلته هراء !
كم نحتاج من الشهقات كي نحظى بنصف رطوبة ،
ربما تكفي لنمرّغ جدب السرير ؟
هل لنا منها ولو بعض ما نبتغي للثم اللهاث ورتق الفراغ الذي نشتهيه ؟
فها نحن بما تسرِّب من دهشة وانساب من حرقة وانفعال نلوذ لنبحث عن منطقة – سر- مجهولة بين سين السياط وراء الصراط ، لذا سأخلع خوفي وترتدين أنت شبقكِ الناسف لنمارس احتراقنا ..
عباس السلامي
العراق/ بابل
يونيو / 2020