رفيق
سامي المسلماني… تونس
الحياة غريبة،
تنبت في صدري اعشابها
كي اسقيها بأنفاسي،
العشب يعلو،
يتمدد
ويغلف القلب بالحرير،
يتمدد
ويسكب في حنجرتي لون الورد،
يتمدد،
ويسكت طبول البطن،
يتطاول العشب
فيلامس الشرايين الدقيقة
للرأس
ويبعث فيه نبضات الفرادة
ويوهمني بألا احد
يتنفس معي…
مخادعة هي الأنفاس،
ماكر هو العشب
الذي يخدعني بخضرته الوارفة،
لكنه لن يحجب عني رفيقي.
في المقهى يجلس بجانبي،
يحصي سجائري
ويترشف معي قهوتي.
يرافقني إلى العمل،
اراه على السبورة
يمتعض من بياض الطبشور
ويود لو جعل السبورة
بيضاء
والطبشور اسود
كخياله.
في المنزل
يسبقني إلى مائدة الطعام
يغمض عينيه
ويطلب مني بخبث أن آكل كثيرا
حتى أسمن وأستحق
الذبح…
في الفراش لا ينام
ولا يتركني أنام،
يبني جدرانا عديدة
تصطدم بها أحلامي السعيدة….
بعد يوم أو شهر
أو سنة
أو
سنين
سأتمدد على سرير ابيض
سيحب رفيقي حينها
اللون الأبيض
وربما كتب قصائد غزلية
فيه
يسكبها في اذني الثقيلة،
سيتمدد بجانبي
وعلى ملامحه ابتسامة مفضوحة،
وفي لحظة شاردة
يمد يده
ويقتلع ذاك العشب الذي قضيت سنين طويلة
أحافظ على قامته الفارعة
وافقه الواسع
ولونه الزاهي
بأنفاسي الحمقاء.