في العامِ 1942،
وبينما هتلر يطاردُ الإنجليزَ
على شواطئ الإسكندريةِ
كان البوليسُ السياسي
يطاردُ المنشوراتِ في حواري القاهرةِ
وكان جدي يطاردُ جحشَه في الحقلِ.
في العامِ 1948،
وبينما اليهودُ، أطفالٌ وأمهات،
يُشحَنون في السفنِ
من أوروبا وإفريقيا إلى أورشليم..
كان أينشتاين يحدقُ في دهشةٍ
لأوركيدٍ نمتْ في الحائطِ الإسمنتي
وكان جدي يحدقُ في دهشةٍ
لبيضةٍ كانت تحتَ ديكْ.
في العامِ 1956،
وبينما الحلفاءُ يحتلونَ بورسعيد
اكتشفَ عبد الحليم مرضَه بالبلهارسيا
واكتشفَ جدي جدتي
صدفةً في السوقِ.
في العامِ 1969،
وبينما الجنودُ في الجبهةِ
يسقونَ بالدمِ نخيلَ الوطنِ
كانَ عبد الحليم يحاولُ
إنزالَ أبيهِ من على الشجرةِ
وكانَ جدي يضربُ عمي بفرعٍ منها.
في العامِ 1973،
وبينما الجنودُ يقبِّلون الرملَ
في الجانبِ الشرقي
كانَ الناظرُ ينقبُ عن الفحمِ
في مدرسةِ المشاغبين
وكانَ أبي يقضي أولَ أيامِه في المدرسةِ.
في العامِ 1988،
وبينما صدَّامُ يصوبُ طلقته الأخيرةَ شرقاً
كان الناسُ يتغنونَ بـــــــ لولاكي
وكنت أضربُ أحشاءَ أمي
لأولِ مرةْ.
في العامِ 1990،
وبينما صدَّامُ يعبئ بندقيتَه
للمرةِ الأخيرةِ
كان أبي يعبّئ حقيبَته
للمرةِ الأولى إلى الكويتِ
وللمرةِ الأولى وهو عندَ البابِ
قلتُ له : بابا.
في العامِ 2004،
وبينما الأمريكانُ يعدُّون بالسنةِ الضوئيةِ
رحلةَ مركبةٍ للمريخِ
كان العراقيونَ يعدُّون جثثَ قتلى السياراتِ المفخخةِ
وكنتُّ أعدُّ على أصابعي
كم مرة قالتْ لي زميلتي : أحبك.
في العامِ 2011،
وبينما الفجرُ يشقُ طريقَه
لميدانِ التحريرِ
كانتْ العتمةُ تدبِّر الفخَ
وكنتُ أعبئ حقَائبي
لأولِ مرةٍ إلى الكويت.
في العامِ 2017،
وبينما العالمُ يتهيأ لفصلٍ جديدٍ من كوميديا الآلهة
أحاولُ كتابةَ شعرٍ يليقُ بهذه الكوميديا
بينما طفلَتي _ وأنا عندَ البابِ _
تقولُ لي ” بابا” لأولِ مرةْ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ