الثقافةشعر فصحى

جبار دهر جبار

~ بائعة الجوري ~

تَبعْتُكِ ..
كما يتبعُ الضوء ، نافذة غائمة
كما يَندُبُ صفير القِطار ، تلويحة مقطوعة بالوجع
نَشرتُكِ ..
كمنشفةٍ بيضاء
تهتزُّ فوق حبل روحي
حمامة تلامس سقف غرفتي
وتحنو بجنحيها على جسدٍ يتيم
تحت جنح الأرق .

في الليل ، تلفظُ كل الغصون سُكانها
ويَهبُ العابثون أبواقهم للرعاة
من للمهاجرِ قنديل ، عناق ؟
او حفنة أمل؟
أ تولد البراعم من رحم أسفلت الوجوه ؟
واقف وسط الزِحام
كشجرةٍ حمقاء ، مهملة
تضحك كُلَّ يومٍ ، وتَرفلُ بالغَمام
القطرةُ ، تتوق دمعة
الدمعة بين جفنٍ وخد
الرعشة بين فكٍ وكف
الخدُّ مصلوبٌ من الطعناتِ
كذرةِ هواء هائمة
تبحثُ عن صدر
في رئة سكيّر
ريح ٌ سوداء مسلوبة الضمير
كنازحٍ يراود عُزلة
ويجتر الوقت ، صمود
كسجينٍ يشتهي قُبلة
من شَفةٍ يابسة
خرج الصبرُ عُرياناً ، متلعثماً .. بأسمكِ
إمرأةٌ بلا ظل
كدخانِ مدينة منكوبة
أدخّن .. وأرتجف ..
كسعفةٍ أمام شُرفة مهزومة في الركن ، موحشة
تطلُّ على نهرٍ خادع
يرقصون تحتها صِبية فاتنون ، مخنثون
يملأون وجوههم بالأصباغ والفرح الرخيص
أمشي لساعات ..
قدماي مملوءة بالدمِ ، بالندم
أُمسِكُ لجام فوّهة بركاني
علّكِ لا تبيعين الجوري بأشواك الذهب .
_ أوتبكين ؟! _ يا للوقاحة !
ضوء عينيّكِ قاتمٌ ومُريع
لم أُحبُّكِ منذُ البداية ( قلتها لنفسي )
حاولتُ مِراراً أن أخلقُ أُنثى ..
أنثى لا تَشبهُك .
تبتكر روحها وتمثّل دور اليمامة
تنفخُ في أذنيَّ
فتمتلئ كل الجهات بالنزيف
مملوءة بالزيف أوصالها
أفيقي ..
نخرت عظامكِ شهوة الأغطية
وعاؤكِ مُلء بماء الرجال
ما عساني أُخبر أهلي .. والأصحاب
وما خبّئته هداياكِ والصور
فألوكُ الذكريات
وأعود أُدخّن أحلامي على مهل ..

جباردهر جبار / العراق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق