الثقافةشعر فصحى

نعيمة الغربي

أرجئ حديثك لآخر الليل
حتّى تصبح عظامي أقل هشاشة
غليظ مطلع هذا العام
يمسكني من يدي التي توجعني
يصيّرني
فرسا مطواعا
جنديّا مرتبكا
يزرّر على عجل بدلته
ليلتحق بطابور النشيد الصباحي .

أيها المستعجل لحتفك
لو لم تفعلها أنت
لفعلها غيرك بدلا عنك
هناك دائما
من يدرأ الشرّ
عن غيره ..

تقول عيني الشمال
المطلّة من ثقب في صدري
لعيني اليمين
ألا ترين ما أرى ؟
تقول :بلى
أسدلي رموشك برهة
حتّى يصير
الحلم أكثر جرأة
الحب أشدّ رغبة
و البرد أقلّ بردا
بريء هو البرد
من تحجّر مآقينا
من تجمّد الآه في شريان الكلام
البرد…
قطرة دم ضلّت درب الحياء..

يقول الجدار للشجرة
اقتربي قليلا
حتى أتفيأ ظلك
تقول الشجرة
أغمض عينيك وعدّ للعشرة
سألقي بطولي على صدرك
عندما يسري دبيب ظلي على جسدك العاري
ترى
هل ينبت لك ذراعان
لتحضنني ؟!

لم يكن هناك شيء يجمعهما
غير أنّ كلّا منهما
كان محتاجا للآخر
أكثر من أي شيء يبقيه
على قيد النّبض…

أولئك الذين
يتدرّبون على رمي السّهام
على صدورنا
ألم يدركوا بعدُ
أنّ القلوب لا تسقط بفعل التّقادم
بل
من ثقل الثقوب ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق