شعر فصحى

عامر الطيب

المطرُ عالٍ
و انضمامكِ إليه اليد باليد عالٍ أيضاً
و الفكرة الأولى – أنّنا حيوانات تتبللُ من دون أدنى تفكير بالحبّ الطّائش كحاجةٍ للأسف أو كأسفٍ على أسوأ أيامنا –
تكمن في كونها فكرة ثانية
من قبيل أن نلتفتَ لأنفسنا ملتصقين كيومين بائسين في الشّهر
أو فكرة ثالثة مثل أنْ نحمدَ هاجسنا الصغير
و نسترسل بكتابة حياتنا كوهمٍ صعب
أو فكرة رابعة تشبه الموت
تأخذنا وحدها إلى نهاية حبّنا و تعيدنا إلى أوّلنا
صغيرين من دون مطرٍ عالٍ
أو فكرة خامسة هي الفكرة الّتي جعلتنا
نطمح إلى إهانة الوحش الّذي نسيناه في الطّفولة ميتًا
أو محتاجًا إلى وخزة الموت
و الفكرة السّادسة هي الفكرة السّابعة
الّتي تشبه الفكرة الثّامنة من باب أنّها فكرة تاسعة فقط
يقودها تشوّهها إلى اختلاق الفكرة العاشرة
الّتي تكمن بشكلٍ جيدٍ في الفكرة الأولى!

” أردتُ أنْ أصيرَ نملةً فخفتُ أنْ يطمرني الغبار السريع
أردتُ أنْ أصير هواءً فخفتُ أن أكون وحيدًا
مثلكِ في المطبخ
أردتُ أنْ أصير خيطًا صغيرًا
فخفتُ أنْ أضيع مع خيوط أخرى
على جسمكِ الآن أو على جسم ابنتك غدًا ”
هذه أغنية وجدت على حجر غابر
و في الحقيقة
أنّها ستظلّ أغنية وحيدة كأنّي أؤلفها الآن!

….

لن يلتفتَ لنا العراق إلا بعد أنْ نصير موتى
قليلي الملاحظة و السّخط و الأثر
أمّا في هذا الوقت و في الوقت اللاحق
فإنّه سيظلّ منشغلاً بالالتفات إلى موتى آخرين!

لحمكِ لا يباع ولا يشترى
و لا تأكله البشرية في المجاعات
اذ سيشفقون عليه إلى أنْ تموت القبيلة برمتها
و هناك سينتبهون له كجزءٍ نحيل لا يدفع
الجّوع ولا يعالج خوفهم من العالم !

الموت عالٍ كأنّه ينزل من جهة واحدة
من الخلف أو من الأسفل
من بين الأصابع أو من وراء الإشارات
لكنّنا نتقبله كمرض سيء الحظ
و نتجاهله بحيل ساذجة
كأنه ماء حار ينزل من الجّهات كلها!

لا تعط سببًا آخر للموت
كن صديق المرأة الدّافئة و كن دفاعها عن البرد
و كن أملها الخطير بأن تصير امرأةً في هذا العراق
أو دجاجة عرجاء في العراق القادم !

الحبّ عالٍ كلحم طائر
يستخدم جناحيه لتشويش رغبتنا باصطياده ..
يوفّر لنا على مدار الوقت ريشة تلو أخرى
إلى أنْ لففنا ريشه في سنواتنا المربكة تلك
حول لحم طائر آخر!

أصنع لكِ وردة لا ترى
و أضعها على بابكِ فلا يرى لها هناك لون ولا أثر
فيا أيّتها الوردة الخائفة من أن يراها أحد
سأضع بجانبكِ وردة ثانية
ليراك المارّون وردةً واحدةً فقط !

ثوبكِ عالٍ
أو أنّه ارتفع حتى رأينا ساقيك ضريرين
و سمعنا أنّ كلّ ذلك المشهد سيختفي سريعًا
فنسينا الكثير من أسباب الحرب
و توجّهنا الى الله
متحاملين على أنْ نصير الهواء
بصفته الجّزء الخفي من الحبل !

في البرد القديم عندما كنت صغيرًا في المدرسة
أخذتْ بيدكِ فتاة فائقة السرعة
و تمشيتما معًا إلى طرق شائبة
لكنّ الذي مضى من سنواتكما قدمًا
كان يشبه موت والديكَ
أو أنه كان يشبه موت والديكما معًا !

أكتبُ ( ذهبت ) بدلاً من أن أكتبَ
أفكر بالذهاب إلى جو غارق بالذّهب
جوّ حالم و كئيب بما في ذلك فعل الماضي الذي أحمله على رقبتي ..
أكتب ذهبتُ ذهبتُ ذهبتُ مرارًا
وقد نزل الفعل ثقيلاً على ظهري
و توجّب عليّ أن أحذف التاء الصغيرة ليصير أقل وطأة
أو عليّ أن أحذف نقطة منها فقط !

الثور الأبيض المغامر يطير بجناحين و يتناول وقته هناك
يطير و يحطّ
فيحسده رفاقه
لكنّه يختم وصاياه إلى ثور حالم قائلاً :-
أن تطير ليس أن تملك جناحين
إنّما أن تصير ثورًا ابيض اللون فقط !

هل كتبتَ مرة عن الساعة الثامنة و النصف
من يوم الجمعة في غرفة مكومة و ضوء النافذة الضعيف
يشبه الهذيان؟
زوجتك في المطبخ
وهي من النسوة اللواتي يصنعن الفطور نفسه و مع ذلك يتأخّرن ..
هل كتبتَ كلّ ذلك مرة و أرسلته إلى أصدقائك
ها أنا أفعله الآن!

▪▪▪
#عامر…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق