الثقافةشعر فصحى

نجية الاحمدي

من نافذة القلب

ونحن صغار
لم يعلمونا الحب
وعلمونا أن نجهز قبره
وما نكتبه على الشاهدة
لم يخبرونا أن القلب حياة
وقالوا أنه عضو عاطل في الجسد
وحدها أمي
قبل أن تسلمني للوجود
ألبستني رداء المحبة
وفتحت نافذة القلب على النور المؤدي إلى الله
******
في بلادي
تعلمت الحب وحدي
من روايات جبران و المنفلوطي
وأغاني السنونوات
وحكايات الجدة
ومضيت أنزف
بعين ثالثة
وحاسة سادسة
في وجه طفل لم يأخذ من الطفولة غير الإسم
وأم عازبة, تضع مولودها أمام عيون لا ترحم
وغريب يشبهني
وشيخ لا يقوى على قطع الشارع وحده
******
جئت العالم
بعيون معذبة
وروح تقودني إلى الهلاك
ووجهين متناقضين
وجه أستعيره من الشمس
لألقاكم به
ووجهي الدامع, لا يراه إلا الله والمرآة
لهذا أنا أحب الإله
و أحلم بمنزل جدرانه مرايا
لأوزع فيه كل هذا الحزن الذي يجمِّلني
******
أنا لا أرتدي لون الرماد, ولا لون السحاب
لا أحزن بل أنهمر
كطوفان يأكل حتى الضفاف
أنا أنهمر
لأن تفاصيل صغيرة تأتي
تقتل الأشياء
تنسف الأحلام
وتغير مجرى النهر فجأة
******
أنهمر
لأن القصيدة تسكنني
تسكر من دمي
تأكل من جفوني
ولا تتركني أنام
لأن من اقتحموا زهرة الطريق
لا يحبون الحب
ويقولون أن الشعر أفسدني
وأنا أتجند
بالحب للشعر
وبالشعر للحب
وبالحب والشعر للحياة
أنهمر
لأني لا أتقن لغة غير لغة الورد
ولا أجيد الحرب
لأدافع عن نبضي
في بيت لا أوجد فيه
أنا غريبة
عن المكان
وعن الزمان
لا أقوى على الإقامة في جسدي
أنسلخ عن العالم
أحضن غيمتي
وأبتعد كنجمة في السماء
نجية الأحمدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق