الثقافةشعر فصحى

جبار الكواز

العراق

(هذا الليلُ)

نصّ/جبّار الكوّاز. بابل/العراق

هذا الليلُ
انثى ضللتْها الحربُ
بقذائفها الخلبِ
وسرقتها القطاراتُ الظامئةُ
من بئرها
وهي تتأوّهُ
وتئنُّ
من آتٍ غيرِ محسوب
فكيف ارسُمُ ظلالي فيه? !
ولا شمسَ لديّ
انا الذي جئتُ من سماءٍ
مثقّبةٍ بالارواح
وكيف بها? !
وهي معي
تهمس عيناها بظلام نائم
في مشارق مبسمها
اقولُ لطيور الوهم
غرَدي
لا تقاسيمَ
اشاراتنا الخفية
ولا صدى آهاتها
ببعيدة عنَي
ولا ادنى من بعد حزني فيها
ولا ابعد
من مسافة قوسٍ
في غفلة صيادٍ مجنون
كنتُ اردَدُ
تباريحَ صداها في ازقتها المجنونةبالسفر
تسابيحي في مروج جسدها
قابلةٌ للمحو
وادعيتي
التي سرقتني مني
لتقاسمها لذائذَ المواعيد
بعد منتصف آهة
وبعد
سجلّ نفدت حروفُه في
دعاء الاستسقاء
هذا الليلُ
هي
او
انا
حين نفتح كوّاته على مزاميرنا
سيروّي اجسادنا
بمزيد من الاغاني
ويقول :
انا
لستُ صيادا في غفلة غابة
ولا نايا
تبكي عيونُه من لجج الاهوار
لستُ فلكيا
ارقبُ كسوفَ الورود
في جداول الاشواك
لستُ مطرا
يوشم في رحمَ آهاتنا
صلاتَه السادسة
وهو يصرخُ:
لا غالبَ الّا الله
هذا الليلُ
الذي جُنَّ وهو يقود قطيعنا
الى ظمأ السواقي
ويعلق احلامنا القافزةَ فوق ظلالنا
هو ايضا
وهي
التي كادها العشقُ
فصلّت في قنديل سريرها
هذا الليلُ
وهي الظمإى
لن تبحث عن جدار يتيم
ولا عن حرف شارد في زفرات انتظارها
فلقد صارت
ثاني اثنين
هي
وهو
رؤيا مؤجلةً
في مراعي الصمت
وانا. ….?!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق