شعر فصحى

محب خيري الجمال

ظلي مكسور الخاطر
____________________________

أعرفُ أنكِ في مكان ما
تتأبطين ظلي مكسور الخاطر
تبحثين عن أمجادنا القاحلة
تفعلين هذا وحدكِ
مُتأنقة النحيب
تنزُ من عينيكِ الملتهبتين حموضة الأشياء
تقيسينَ جثث الرمال الصفراء
وتمنحين غابات الحناء رائحة الدم
وتقولين ينبغي أن يكون كل شيءٍ علي حالهِ
النعش
كحلة الصباح
المناديل
دموع النهر
نكتة المساء
ممرات الحنين وهي تَجفُ علي خد البنات
صوتي وهو يتزحلقُ علي كتفيكِ
لإخفاءِ قصيدة تقهقق في كل خطوة
في كل بيان عن عدد الخراب
عن كل مسيرة ندم إلي آخر موت يمشي نحو الصمت
وتقولين كل شيء بخير
أعرفُ أنكِ تشتاقين لأرض لا تستحضرها الوحشة
وأعلم أنكِ طيبة تزرعين الموسيقى
علي ضفائركِ الطويلة
ولم يترفق بعينيك التائهتين تشقق الملح
علي خاصرة التعب
أطراف روحكِ تدخن الخوف وتلقي بأعقاب الخذلان في الشوارع
لا تتعثر رصاصة واحدة في كاحل الحرمان
لا وطن يتسع لحجم الكارثة المحبوكة
الأرضُ تطعن قلبكِ بسكين جائع
والعالم القبيح يسعده ذلك
ما عدتُ أملكُ خططا جديدة لإسعادكِ
صنعت الخبز علي جمر أمطاركِ
تقوست بما فيه الكفاية
وارتكبت خطيئة الشعر علي الملأ
ولا أستطيع أن أقول لكِ ” أحبكِ ”
راقصا علي حبال صوتى المذبوح
أواعدُ عصافير نوافذكِ دون رقابة
لم يكن لدي وقت
لأشرح للشمس أن نصف قلبي جبل طين والآخر قطعة رخام متسخة بالغليان
أتخيلني شجرة علي جسدكِ المحموم بتفاصيل الحرب
شجرة لها أصابع خجولة تَفرُ علي نهدين
كرمانتين تأنقت لهما طيور الجنة
سيكون أداؤك رائعا
وأنتِ تغمسينهما في صدري
تماما كما تريد النبؤة
أنا متحمس جدا لذلك
متحمَّس كهمزة ساجدة علي رَف وحيد ومهجور
كوقت صلب نفسه علي شجرة كافور جامحة
متحمَّس لقتل المكيدة التي تنمو علي رصيف الذكريات
وأنت تقلبين أوراق التاريخ دون جدوى
وتصنعين من طعنتي
قلبا جديدا للبكاء،،
_____________________
مُحب خيري الجمَّال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق