شعر فصحى

عامر الطيب العراق

صعود

.

أصعد إلى حبّكِ حاملاً ليس الحقيقة وحدها إنّما أشياء أخرى من قبيل الصّدفة
حبّك الّذي لم يكنْ له أثرٌ في مكان ما
جعلتُ له يدًا تلتفُّ حول العالم
و يدًا تحمل الحقيقة نفسها ..
أصعد إلى حبّكِ بخوف طفيف من ألاّ يكون
هناك متّسع لنتبادل أكاذيبنا عن الأخوة الّذين أكلهم الطّوفان وعن العصبيّة الّتي تصنعها موسيقى هادئة في الجّوار ..
لو بسط حبّك يده الآن
لهاجمته النّسوة و الفلاسفة معًا
و لوجدوا له يومًا مناسبًا و صليبًا على قياسه بالضّبط..
أصعد إلى حبّك بخوف أقلّ
كَوني عثرتُ على كتابة الكلمة إثر محاولات لفظها فقط
أصعد إلى حبّك بخوف أقلّ
كما ينزل أيُّ أحدٍ إلى مكان آخر!

يا لغتنا الأم كوني طفلةً طيّعةً
و اخترعي كلامًا يليق بهوسنا
مثل أنْ نقولَ الثّلجَ ولا يبرد الدّخان بعيوننا
أو نقول الحبّ ولا تنكسر الكلمة الأولى في الأغنية!

….

أكتبُ النّص ببساطة من يخلقُ جبلاً
أو أكتبه بصعوبة من يختار له اِسمًا !

صنعتُ النّوم الّذي يناسبني
و فهمتُ ما ينبغي أنْ أردّده في الحلم
من أبعد صفاتي أعرف أنني الطّفل
و من وضع الشّجرة يمكن تصوّر شكل الرّيح !

منذ البداية قلنا للمعلّم نريد أنْ نعيش عامًا واحدًا
مع نساء سعيدات
و ها نحن إلى الآن
لمْ نجدْ فرصةً لمعرفة امرأة عن كثب
ولمْ ننجحْ !

لو كنتُ امرأةً لكسرني كلام العباقرة عن الحبّ
و لأضفت للرّوايات نهايات غير متشابهة،
لم يلتق بطلٌ مع بطلة في المطبخ
دون أنْ يجدا فرصةً للتّحدّث عن الجّنس
و هكذا نتشكّل مثل بقيّة أطفالنا على نار هادئة
فنظلّ بحاجة إلى محو كلام العباقرة
من أجل أنْ ننضج !

يقول الرّجل لزوجته
طعامكِ لذيذ لكنّ شفتك عاديّة عندما تقولين لي كلامًا غريبًا
من الكتب
و لا يجد هذا الرجل حرجًا
من أنْ يتوصّل مع امرأة أخرى الى إختراع مُربح
مثل أنْ يكونَ المركيز دوساد و السّيّد المسيح !

كلّ قطّة جائعة تشبهكِ ليستْ فقط وهي تبحث عن الخبز
إنّما وهي تبحث عن قطّة جائعة أخرى
وعن مأوى!

لو نتعلّم تبديل أسماء الكائنات
لو تسمح لنا اللغة بأنْ نسمّي العصفورَ فيلاً
فذلك يساعدنا بأنْ نقولَ صعد الفيلُ على الشّجرة
ولمْ تنكسرْ !

▪▪▪
#عامر …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق