الثقافةشعر فصحى

فتحي عبد السميع

مصر

أرتب حياتي دونها
_________________

فتحي عبد السميع

(1)
عدمُ العثورِ عليها حتى الآن
لا يُقلِقُني كثيرا
في لحظةٍ مبارَكةٍ
ودونَ أن أقولَ لها شيئا أو تقول لي شيئا
سأجِدُ يدَها في يدي.

( 2 )
كنتُ أريدُها بجواري
حين اشتبكْتُ مع لصوصِ المَصلحةِ التي أعملُ فيها.
وحين خرجتُ مِن السجن
كنتُ أريدُها في انتظاري
وبينما أرتمي مكدودا فوقَ سريري المغبَّرِ
أقسمتُ أنْ لا أغفرَ لها أبدا
وظللتُ أشتمُها حتى طَرَقَني النُّعَاس
وامتلأتُ بالغِربان والبروقِ النافقة

( 3 )
ينبغي أن أرتِّبَ حياتي دونَها
يكفي أنني خرَّبتُ أكثرَ مِن ثلاثين عاما
ينبغي أن أحافِظَ على لقمةِ عيشي
وأن أكونَ مَرِناً بعضَ الشيء
لا بد وأن أتزوجَ بفتاةٍ طيبةٍ
وأُنجِبَ أطفالا
أحلُم بنبوغِهم
بينما أَزرعُ بضعةَ أشجارٍ حولَ البيت.
أرتِّبُ حياتي دونَها
غيرَ أني على يقينٍ
مِن أنها ستباغِتُني في لحظةٍ ملعونة.
وقبْلَ أن أغفرَ لها
ستقولُ لي : سامحتُكَ
سأشعرُ لحظتَها
أنني ارتكبتُ فى حقِّها جُرْمَا
دونَ أن أدري
أقْبِضُ على يدِها بقوةٍ
وأمشى نحوَ البعيد
دونَ أن أفكِّرَ لحظةً
في بيتي
أو أولادي
أو شيخوختي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق