الثقافةشعر فصحى

عبد النبي حاضر

تَكَوْثُرٌ

عائشا كنتَ بعينين مطَلَّقتين
وعقل أرمل،
بعدما غادرت الغادة
الى معارجها الإليزية..
كنت تتوكأ كل صباح على ورد حديقتها
تبارز الليالي
برحائق من نهاراتها
وكانت ترصع بالعقيق والرغائب
قفطان أيامك المجدول بشبائكها الحليبية..
طيفها العنبري جسدي
وضياعي الجميل،
أناور في سمائي الثامنة لوعة الرحيل
بنعمة الرحيل،
فالفقد وجد والوجد فقد
بهما يفصح النجم القطبي وتتوهج الشموس
ويعني العبور..
شجرة الطاو أختي
تلملم فقدي/افتقادي
تشرئب إليها
لتخضر حناءً في كفيها،
وفي قلبي
تحمر وتتزنر وتستعر الجذور،
أحيي ميتي من ميتها
وأمرج الحي والميت والدال والمدلول
فيعود جسدي داخلي و أستوي..
أتنفس الضوء من أُشْنَةٍ
تصطبر على نضوج طحلبها السكري؛
أعلو برئتي سيمورغا
تَوثُّبُ أجنحة
تذارع الصعود..
أنقدح في نار
تَوقُّدُ أنفاس تشرب المسافات..
أسيل في ماء
يبعثر استرخاء الصخر النافق..
أتعفن في برك آسنة
حيث تتخلق بكتيريات على أهبة الإزهار..
أعبر في ريح
تصفع خد القناعة..
أتخفف من دروع الذاكرة
وألبس عري النسيان..
أقود الفهم الى حواف الغموض
وأعود بمخالب مسمومة في الخاصرة..
جسدي كان هناك والآن هنا،
على الأقل
بلا سطح أو قاع
بلا اتصاف أو أوصاف
بلا موت أوحياة..
لكن هنا في السماء الثامنة
الكون خدمة حرة وعزم جميل
ما لم يُلهكَ رحيل عن السبيل
وطالما كنتُ عبدالجميل الأخير..
أدحرج الشمس الى مركز قبتها،
شمس سوداء تمعلم هذه الفساحة البيضاء..
أوازي الشجرة الطاوية
وهي تعامد أرضها الصوانية
وفي عيني يلتحم الظل بالنور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق