يا إلهي هذا الجليد
فوق القلب بساط ثلج عنيد
لن ينزعه كضرس غير كُلاَب
أصنع منه تماثيل مبتسمة
بياقات حمراء وبطون متدليَة
كي يضحك الألم قليلا
أكوَره بالونات وأقذف به وجه الدمع
لكن الجراح تعيده لي
مسنونا كرمح أصابه جنون الغضب
لم طال الشتاء في وجنات الصيف؟
أحلم يا إلهي بسرداب أهرَب فيه البسمة
لخليج أزرق الطحالب
تغرد لدموعه الجافية
نوارس مناقيرها كالدبابيس
تخز البحر والسماء
وتشقٌ ازار الفصول المتغنَجة
بشبق العائدين من الغزوات
ولهفة الجائعين لغمزة القمر
في بيداء تلعب الريح بكثبانها
وبعقارب بوصلات السفر المترنحة كشراع
تنزَل قليلا يا إله عن صوامع السراب
عن عروشك المتجددة في صلوات القانطين
وخذ هذا القلب المعجون من تمر وواحات
من عطور باريسية وبخور الصوامع
من موج أحمر ورقصة تانكو
خذه إلى لوح مُخلَد
أو أسكنه من حنايا الخريف قبرا…
– فوزية عبدلاوي