الثقافةشعر فصحى

مالك عبدون

الى نوال الحوار
“لقاء في مكتبة الجنة”
لانملك الغيب
وأكلنا صحون الرز
معا…
في السماوات مع الملائكة
ولعبنا مع النمل
فوق جداران البيوت
القديمة في الجنة!
وعطسنا…
من روائح الكتب
في المكتبات
هناك…
وسمع عطاسنا
العجوز”بورخس”
أمين مكتبة الجنة
بعدما غسلت الملائكة
عيونه بالبن
وطلب منا الجلوس
أنا وصديقتي “نوال”
وأخبرني عن “نوال”
وتكلم بصوت أحمر:
نوال سيدة عظيمة
أعطت
من تفاحتها الخضراء
لسقراط…
ونحرت من أجله
شعرها الطويل
قبل أن يتجرع سمه
ويخبرها أن الموت وحده
يوزع السعادة!
وأبحرت بعدها
على سفينة من الغرباء
وجلست فوق كرسي
من دموع المحاربين القدامى
ومن حولها
زنوج يرقصون
ومناخيرهم
يخرج منها الفراش
بعدما سقطت من السماوات
أحذية تمشي في جراحهم
وتركتهم يلهثون معها
في صفحة تاريخ
يكتبها “منديلا”
وعادت
لمدينتها
“قامشلي”
تغسل
وتمسح
السلالم
الطويلة
حين تلطخت
من دمائها
الحروب.
وبعدها أخرج العجوز”بورخس”
من جيبه الشريط المدرسي
الذي سرقته العصافير
من “نوال”
في طفولتها
وطارت
به نحو البادية!
ويعدها
كلمني عن حالي
بعدما جلست في عيونه
مع العمى .
قال :
حصانهم الشعري
يشرب الماء
وحصانك يشرب “البيرة”
في حرب النجوم
لأنك مطية
خذلان متنمرة
طحنت عظامها
شوارع المدينة
ولم تخرج
من رئتيها هواء الاخرين!
وبعدها شكرنا العم “بورخيس”
وضحكنا معه كثيرا
فأخرج من البراد
الكثير من المكعبات الثلجية
وحملها في “سطل”معدني
وطلب منا أن نرشق معه
زجاج النوافذ
في مكتبة الجنة!
#مالك-عبدون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق