الثقافةشعر فصحى

رشيدة المراسي

تونس

بأمِّ عيني
رأيت الطريق يقتفي أثري
ويُطاردني
بيدي أومأتُ له
أن ينسلّ
كشعرة من حلق التراب
وأن يُناولني عصاه
أهشُّ بها
على ظهر غربتي
عسى تتحرّك وتطوف
وتسعى
وتلقفُ
…………………..

أيتها البلاد البعيدة
مازلت أصنع
من ضفائر الليل الأغرّ
طوق نجاة
على مقاس قامتك المديدة
ومازال حلمي
في انهمار فجرك
يكبر ويكبر
…………………..

أحرق جثّتي أيها الهندي
فمقابر البلاد ضاقت
وما عاد في أرضنا
شبر تراب واحد
يحتمل أنين عظامنا
…………………..

كان الملح خبز أيامها
وفي يدها يكبر
رغيف المستضعفين
كريما كريما
…………………..

أنثر القشّ
من الصباح حتى المساء
لطيور بلا أعشاش
وأحلام واقفة
على أعمدة الشجر
………………….
في ظل الغياب
يُعرّش الفقد
ويعربد
يمدّ الشوق يده
إلى نوتة أصدقائي
يسألهم عن مدن الحنين
وخرائط اللّقاء
………………….
كلّما عانقتُ البلاد
من البحر
إلى النهر
ترجّلت الصحراء
بريح السموم
تصافحني
…………………
الجدار
الذي علّقت صورتك عليه
إنما هو قصيدة غير مكتملة
في عالم الدهشة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق