الثقافةشعر فصحى

فراس حج محمد

فلسطين

نَبُوءَةُ الْعَرّافَةِ وعاشِقَةُ الشُّعراء!
كُلّ قَصيدةٍ وأنتِ للشّاعِرِ سِرُّ أناقتِهِ وعشقُهُ الذي لا يموت!
فراس حج محمد/ فلسطين
البحرُ يُولدُ في شِقٍّ مِنَ الصَّخرةْ
والزُّرْقةُ الملساءُ تستلقي على موجِ المياهِ النَّزِقةْ
والشّاطئُ الرّمليُّ باردْ
مُتَجَرِّداً من جسمها عند بزوغِ الضَّوْءِ أولَ أمرِها!
ماذا تقولُ الموجةُ المنتظرةْ؟
وكيف تضمُّها بقِماطِها الصُّوفِيِّ المُستعارِ مِنَ الحكاياتِ القديمةْ
دُهْرِيَّةُ البلدِ الحكيمةِ أطلقتْ خمسَ مَناراتٍ بينَ يديْها
هندسَتْ منها اسْمَها العربيَّ
قافيةً لقلبٍ شاعريٍّ عاشقٍ مَوْجوعْ
رُبَّما يُقابلُها من بَعْدِ وحْيِ الأربعينْ
جعلَتْهُ مَوْزوناً لئلا يَكسرَ الإيقاعَ عاشقُها عِنْدَ بناءِ أغنيةٍ في العشقِ تكبرُ كلمّا اهتزّ الشُّعَاعُ
ودار كأسٌ من غَرامْ!
وألقَتْ نَبُوءتَها على كفَّيْنِ ما زالا طَرِيَّيْنِ وحُمِّلا دَيْناً ثقيلْ
تكْبُرين صبيّةً والشَّاعرُ الموعودُ لم يأتِ
ولم تَأْتِ القَصيدةْ
تكادُ تكذِبُ كلُّ النَّبُوءاتِ الحَكيمةْ
والعرّافَةُ المَيْمونةُ انتقلتْ إلى المثوى الأخيرْ
والعاشقُ المنذورُ لم يظهرْ
نسيَ الوعدُ المواعِدَ كلَّها

وفي يومٍ خريفيٍّ تفتَّحَتْ تلكَ الرُّؤى
وتكلَّمَتْ تلك السِّنونْ
وبانَ الشَّاعرُ المخفِيُّ
عاشقاً مِثْلَ النَّبُوءَةْ
مِثْلَما قالت حكيمةُ البلدِ السَّديدةُ في آرائها!
تلقّى الشَّاعرُ الموعودُ خَمْسَتَها حروفَ فَوْحِ وردٍ وأَقاحْ
وصار يكتبُ في القصيدةِ حرَّها وحرارةَ الجسد المسجّى
ولم تأتِ كما نطقتْ نَبُوءتُها الحميميَّةْ
سقطتْ مِنْ كلِّ قصيدةٍ أسماؤها
وحروفُها وصفاتُها
أوصافُها
لكنَّها!…
عِنْدَ العاشقينَ الشُّعراءِ قَبْلَ اليومِ مَوْجودةْ
وعندَ امرئ القيسِ ابنةُ عمِّهْ
مشهورةٌ بِبَيْتٍ مِنْ قصيدةْ
وعندَ مُثَقَّبِ العَبْدِي
عَطَشُ الوصالِ بـ “…. قَبْلَ بَيْنِكِ مَتِّعِيني”
لكنَّها…!!
عندي كطيفٍ هاربٍ من قَبْضَةِ السَّطْرِ المُوَلَّهِ بالحروفْ
سأظلُّ شاعرَها وعاشقَها ومُوَلِّدَ الكلماتِ من سِرِّ مَوْجَتِها وشاطئها الرَّمْليّ
مُحْتَفِلاً بذكراها
في كلِّ عامٍ تستظلُّ بقامةٍ من ياسمينْ!
وصرتُ أجترحُ البحرَ والزُّرْقَةَ المَلْساءَ
مُحْتَمِياً بخوفي لأكتبَ كلَّ حينْ!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق