شعر فصحى

محمود حربي. مصر

مقدمة غير مناسبة

 

في الشعر يمكنك تحطيم كل شيء”
ربما ليست مقدمة مناسبة
لطفل يجلس القرفصاء
يعض على شفتيه
يتفقد جغرافيا الرائحة
للتعرف على تبدل أعراض الخوف
المستوطن في قارة الجسد
حتى لا يغتال في لعبة المرايا
كصورة واحدة
-ولأن الصور لا يمكن ترويضها-
انتفض فجأة
ممتطيا قصيدة
مؤمنا بالخفة
شذب مخالبها
لكنها سقطت
ترسم قوسين
ألبس التاريخ ثوبا فضفاضا
وابتسم
كمراوغة جيدة
لبتر ساق الزمن
حتى يتسنى لنا أن نرى
ثم كتب
“كل شيء كأنه”
استمني خوفه
وأحصى هزائمة
تمدد على ظهر العالم المحتضر
وانتظر
ومضة خضراء
تحل تلعثم اللغة
كتب:
الجثث أيضا يمكنها أن تلد القصائد
بفم مغلق دون صرخة واحدة
ولكنها تظل طريدة للأغاني
خوفا من حنجرة ضريرة
لا تتقن إلا الصياح
كان من الأحرى أن ينحني
عندما تجسد الرعب عناقا
فانحنى ..
صدى صوته بالداخل
وجثة تسعى
أو عصا وضعها
فزاعة للفراغ
فكان نعوشا للصدى
وفأسا لظل الخطى
“كان من الأحرى”
ربما هذه المقدمة مناسبة
أكثر خفة
تأتي وحدها وترحل وحدها
دون ترك ندبة
كنغمة تطفو.
أو لم تكن بالمهارة الكافية
لاصطياد وردة مدربة على القتل
تضعها في جيب قميصك
وتمضي
تبحث عن خاتمة
مثقلة بالألم

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق