عَرَبَةُ قَصيدتي
مِثلي يستخدمن الحاسوب،
أدسُّ ملفاتي في عقل بول وجون ومايكل،
وواحدة منهن تشتري آلة كاتبة من مِصر؛
فتنزل إلى العتبة، وتحت الرَّبع، وشارع كلوت بك.
مُفعمة بسحر وقوعها في غرام القهوجي؛
تكتب أنواعًا لا أعرفها من الأدب،
وتُقدِّم قصائدها المُلهَمة عن الاحتراق.
واحدة تكتب عن زوجة برلمانيّ،
تلعنه كلما نظرت إلى المرآة،
تتعمد وصفه كدُمية.
وأنا أصف الخيانة كضربة كونية،
أجتهد في تمكين البطلة منها عدة مرّات،
البطلة تصل إلى المرحلة الأخيرة ثم تعود.
البطلة لابد أن تصل إلى المرحلة الأخيرة ثم تعود؛
لدرجة يتعذر معها عَدّ العذراوات ورحلاتهن المُقدسة وخيامهن، والحواريين، والنجَّارين
على طاولتي التي لا تتجاوز المتر.
هن يفحصن الكتاب المقدس مُمسكات بالكؤوس،
يتحدثن عن العطر المستخلص من الجنزبيل والفلفل الأسود.
أنا أضمن النبيذ قصائدي، وأصطنع الندم على وقت ضاع قبل أن أخلط عطرا آخر مع الخُزام.
قبل أن تدعو إحداهن إلى فلسفة “الطاو”
تقرأ عن العقد الاجتماعي بين هوبز وروسو؛
لتكتشف أن الرئيس ليس طرفا في العقد، وأن الاختلاف حول تحديد دور الشعب
بوصفه القطيع الأكثر إثارة للغبار،
وبوصفه القطيع الوحيد الذي في السلم وفي الحرب
يَخاف.
أنا أكتب وفقًا لسياسة تُحسِّن وضعي أمام بائع الفضة، وتُجنبني مقايضته بالكسر.
ثوريتي تتوقف على ما أقتنيه من قطعٍ.
أكتب عن نصيحته بشراء قرط المخرطة؛
بينما كان يُعجبني طاقمًا من الأغلال.
هن يتأملن أجسادهن بالشورت،
يستلقين عاريات أمام عجوز كاثوليكية تحمل القهوة.
أنا أحاول إقناعكم بأن فخذاي استحالا إلى جِينز
أثناء رحلة بحثي عن أكبر نظارة شمس سوداء.
لا يخجلن من التصريح بعُصابهن،
رشاقة في اعترافهن بالغيرة من صديقة تشتري شيئا جديدا،
أو ترزق مولودا، أو ترث قطعة أرض، أو يدعوها زوجها إلى العشاء.
أنا ألجأ إلى الميتافيزيقا لأفسر تحول صديقتي عني،
أكتب أسطورتي كتنين أزرق برىء يُعظِّم مجده؛ فيلعق أذن حيوان أدنى،
معتقدًا أن الأخير مُستثار.
هن يتمسحن بالفلسفة،
ينبهرن بهَيدجر.
أنا أجرّ عربة قصيدتي دون أن أنام تحتها مرة لأعاين
المواضع التي ينفصل فيها الصوت
عن الحركة واللون.
كلهن يَسخرن،
لا يستخدمن ثيمة الفقراء،
لا يفتعلن بُكائيات مهووسة،
قُمن بسبِّ الإشراقات سبًّا مُعلنا،
أشعن ضجرًا مَحمومًا عندما تذكروا الأعياد،
كل واحدة منهن تُصرُّ على حمل صليبها،
وحفظ الأفيونً في عُلب من الذهب الخالص.
يتحدثن عن استمرار السعادة باستمرار
الحُبِّ، …… ……، ……
……، ……، ……،
……،
……، …….
……، ……، ……،
……، ……، ……،
……
هن أيضًا يتقطعن من حدة الشعور بالفقد،
ولا يُكملن النقاط.