شعر فصحى

رعد زامل العراق

هكذا تمضي الفصول

هكذا تمضي بي الفصول

لا نيزكَ بحياتي يمر
ولا مصباح يبزغ في العزلة
لقد نضب زيت الأمل
وكل شيء
آخذ بالأفول
وهئنذا في الهامش *
أرقد على بيضة الصبر
كدجاجة عمياء
بينما المركز هناك
يكتظ بالحشرات المضيئة
وأقول :هكذا
يمضي بي الوقت
أشعث عند كل فجر
تجرني الحياة
خلفها بحبل الوظيفة
كما لو أنها
جزار يجر خروفا
وأقول
هكذا يمضي بي الوقت
قلق عند المساء
في صفحة الكيمياء
أراني كفار
يدور بمختبر الحروب
هكذا يمضي بي الوقت
دبقٌ عند الظهيرة
على وجهي عرق التأمل
وتحت ذقني يعشش
عنكبوت الكآبة
وأقول :
هكذا يمضي بي الوقت
قاحل في كل صيف
تجف في فمي الكلمات
وتفيض بالدسائس
من حولي الأنهار
وأقول هكذا تمضي بي الفصول
موحش على أبواب الشتاء
وجهي غائم تماما
مع فرص
لتساقط الأسنان
تنكسر قامتي قبل كل ريح
وتكتسح أيامي الفيضانات
فلا تبقي عمود أمل
إلا وحطمته
ولا شجرة زينة
إلا وجرفتها
وأقول :
هكذا تمضي بي الفصول
أجرد عند الخريف
مثل ذئب أجوب البراري
بعدما أنشبت مخالبها
في ظهري الأيام
هكذا تمضي بي الفصول
والضيف الذي
يطرق بابي- ألآن –
ليس الربيع فما جدوى
أن أخرج – إذا – بقافلة من الورد
وحولي من العراء
سور مخيف ؟
ما معنى أن
أغلق على الحقيقة فمي
وأترك ذباب الصمت
يتناسل على الشفتين
ثم ما معنى أن
أغض الطرف
عن مكيدة هنا
وعن فخ هناك
وأنا مهاجر
حقيبتي الشكُّ
ولا أحلق إلا مع
الحمام الوحشي .؟
—————————————————— هامش

* كلكم عراة ولدتم / إلا أنا / ولدت بقميص من الخوف / ولدت وكان البوم توأمي / ولدت ناعقا في المهد/ فلقد شممتُ رائحة البارود / مذ كنت في المشيمة / وهكذا أدركت / طعم الكارثة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق