شعر فصحى

فاتح كلثوم

سوريا

لا.. ليس عتاباً
*فاتح كلثوم -سوريا
– 1-
أيتُها البلاد :
مَنْ يعتب على مَنْ
القصيدة التي حملتنا الاغترابَ، أم الطلقة التي رسمتْنا فوق سطور الحرب !!..
-2-
لأننا لا نملكُ سوى القصيدة تركناها وحيدةً
وذهبْنا للحرب ..
وهناكَ حيثُ رائحة الطبول تشي بطحالبِ الصمت فينا
جلسنا نصفق لتاء التأنيث المتخمة بحركة السكون،
لنتابعَ الانتصار !!..
-3-
ليس
كلّ ما يكتب مِنْ حزن يشكّل قصيدة ،
لكن دائماً ،
كلّ قصيدة مضبوطة بالدمع تُشكّل للوطن عتاباً آخر ..
– 4-
أيتُها القصيدة
الضيقة كطلقة الخلاص
ما زلتُ أكتبك وطناً، وأمضي إلى صدري كي أغيظ الحرب !! ..
-5-
أخشى مع مطلع كلّ قصيدة
أَنْ أعدّد الفصول على وقع خطوات الحرب ..
أيتُها البلاد
قد أتوه عنكِ كأيّ سبية ،
لكني أعترفُ وأنا بمطلق حريتي:
بأنكِ آخر قصيدة..
آخر قصيدة
نسيها الخريف على ساحل المتوسط قبلَ أَنْ يذهب إلى الحرب !!..
-6-
إنْ لم تخذلك القصيدة في زمن الحرب
يعني
أنكَ
مازلت تنادم أحلام من أحبتْكَ
على مرأى مِنْ كلِّ البلاد المحزونة باسمكَ !!..
-7-
حين أعتصرُكِ أيتُها البلاد
تسيل مني القصيدة كشعاع ضل طريقه !!..
:
:
-8-
في الحرب
أشربكِ أيتُها البلاد إلى آخر نقطة
كي لا أموت مرتين !!..

-9-
في الحرب أيضاً
تتوهم القصيدة بأَنها آخر نكتة للقضايا الكبيرة !!..
-10-
وأيضاً في الحرب
تسألُني البلاد عن اللا الناهية ،وعن اللا النافية للجنس ،
وأسألها:
كيف تقيم الأرحام تراويحها بين اللاءين !!..
وتسألني عن القصيدة ،
وأسألها:
عن الفواصل إذا احترقت اللغة بين الاستفهام والغواية !! ..
وتصارحني،
وأصارحها،
مراراً نتصارح
بأن الشعر هو هفوتي الكبرى،
وأن اللا هي هفوةُ البلاد حين تحتضنها السماء !!..
***

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق