رحم ميت:
كان مغويا أن أتخيل الجدران بكل بياضها الناصع مكانلا ملائما للقتل،
لم أستطع الهرب من فكرة تمزيق اللحم ورؤية ما يخبئه من تناقضات
جمعت إخواتى ورصصتهم على الجدار
وانفجر اللون الأحمر فى تناثر عشوائى
خارجا دخانٌ رمادى من أصابعى التى اتخذت هيئة مسدس كاتم للصوت ..
….
حين عاد أبى من الخارج
كنت قد خلعت شجرة ميتة من جذورها أمام الباب
عريتها تماما من اخضرار فكرة الانتماء للعائلة
كانت الغصون المدببة والمتدلية كمشانق تشبه فكرة موت الأب
أبى الذى عاد مبكرا من الخارج
دون مبرر
….
البيت مكان مقسم منذ البدء لإدارة صراع خفى على السلطة
حجم الغرف المتفاوت ..الصالة الفارهة المزودة بطاولة للتفاوض ..الحمام المعد باحتراف لغسل آثار الدم دون ترك أى أدلة ..الطرقات التى تفصل بين الذوات المتناحرة كخنادق
البيت العائلى الكبير
الذى نعود إليه كل فترة
لزيارة جثثنا القديمة
التى لا تكبر فى المرايا المشروخة المعلقة على جدران مثقوبة بالرصاص
….
لم أعد إلى رحم أمى
كانت فكرة النكوص لغابة بدائية بعيدا عن القتل العشوائى مستبعدة تماما ،
والعودة لجنة متخيلة تعد محاولة للهرب من كابوسية الوعى
لا أهرب من اختياراتى
ولا أؤجل احتمالات وضعتها لإنهاء الحرب
على الآن أن أستعد للعيش وحيدا
فى مدينة يمشى كل سكانها بأجساد غريزية
بلا رقاب !