شعر فصحى

نامق عبد ذيب

العراق

يشهقُ حقلُ القمحِ … ويميل
نامق عبد ذيب
شاعر من العراق
.
.
الفتاة في حقلِ القمحِ
تمايلتْ كثيرًا،
كانت السنابلُ تعرفُ طبعَها،
هي تميلُ باتجاه قلبِها
كلّما سمعتِ الأغنية
.
لذلكَ،
كلّما رآها الحقلُ
همسَ للشجرِ العالي
أنْ ينحنيَ قليلا
تلك هي قادمةٌ
بين يديها كتابٌ
وفي عينيها
بقايا نوم
.
حسنًا،
قالتِ الأشجارُ
سنظلّلُ قامتَها عندما تمرُّ
كذلك، سنفكّرُ بأنها قد تكون متعبةً
بسببِ الأغنيةِ التي ردّدتْها أمسِ،
هي دائمًا تحبُّ أنْ تغمضَ عينيها
في ظلِّنا الوارفِ
ظلِّنا الذي غفا على جفنيها
.
لفاطمةَ عينانِ تغرقانِ بالكُحْل
لفاطمةَ حاجبانِ من ظلال
هكذا يغنّي الحقلُ حين يرى البنتَ قادمة
حين يرى فاطِمة
.
تحاول الشمسُ أنْ تغلبَ الشتاءَ
ها هيَ تشرقُ هازمةً البردَ الذي جعلَ كفّيها
ترتجفان،
والذكرياتُ ؟
من يهزمُ الذكريات ؟
.
بسبب البردِ صارت فاطمةُ سنبلةً
تميلُ باتجاهِ النبع
تميل حيث شمس الوجْدِ تشرقُ في قلبها
.
بسبب فاطمة
صار حقلُ القمحِ أكثرَ اتساعًا من مدى عينيها
.
بسبب الكُحْل
صارتِ الأشجارُ تمدُّ ظلّها إلى آخر الحقل
علّهُ يستريحُ في جفنيها إلى الأبد
.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق