شعر فصحى

دارين زكريا

كلّنـا أبنــاؤه

تـُرى …
كَمْ على الّليلِ أنْ يَعـدّ
من تدويناتِ نجومِـه
أوكـلّ ليلـة سَيلــدُ
لنا قـمـراً جديــداً
و يغرينا بتتبّع اعترافاته !
هنـاكَ علاقـةٌ تبادليّـةٌ
بيننـا و بين الليـل
نحن نحشـوا فيـه
حوارات حياتنا
التي تتكاثَرُ فيها
نُمـور حُزن بمخالب
طلّقتْ الرّحمة
ثمّ تزوّجَتْ غوغاءَ
أفكارنا المُدْماة بصمت
و القليل من طيور السعادة
نُـدلّلهـا بحـرصِ فَاقـد
لكنها تهجرُ أقفاصَ دواخلنا
على حَسَب هوى المواسِم
نعودُ إلى ليلنا الساكن المسكون
نفرُدُ و نطبّقُ في زواياه
كلّ وجوهنا نلعنها و تلعننا
نأتي لحضنِ وحدتنا
بوجهنا الأوّل الصريح
الليـلُ وَحْــدهُ
يرى حقيقةَ جمالِ
وجْهنا أو قُبْحَه يُغطيهِ بردائه
بصمتِ العَارِف الحَكيـم
هـو وَحْـده مَنْ يَسمـعُ
ضَجيـجَ دواخلنا الأخرَس
و نحن بالمقابل نُـرحّـبُ
بلونِه الأسْودِ المسكوبِ
في مُحيطنا المَملوء الفارغ
و نؤمّنُ لهُ شُعـورَ الأبـوّة
نعـم يا سَــادة …
الليـلُ عاقــر
و كلّنا أبناؤه …
كلنـا أبـنــــاؤه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق