شعر فصحى

سراج الدين الورفلي. / ليبيا

كتابة

 

أكتب إليك
إليك وحدك
أيها البعيد ،
والذي لايشبهني في شيء
سوى في الموت أو الضحك

أيها البعيد جداً
مثل اسمي
مثل قلبي أيضاً

إن اكتشاف الشيب في شعر العانة
لهو أمر مذهل ، يجعل الزمن تافهاً

وإن رؤية وجهي يومياً
يجعلني أظن بأنه ليس غريباً علي

لقد سأمت الشعراء ، وأتمنى أن ينتهي أمرهم سريعاً
ويرثهم الغاوون ، الأحق منهم بالصلب والرجم
والضحك حتى الموت

أيها البعيد ، مثلي
مثل يدي التي تلوح
مثل آخر معاركي

لقد اكتشفوا مخابئي كلها
فأين سأدس سمي ؟!
أين أشعل محرقتي ؟!
ومن أي رماد أصنع قبري العالي ؟!

لقد خانتني النوافذ
والمقاهي
وجراحي التي أطعمتها وسقيتها دموع ولحم سكاكيني

خانتني وحدتي

والآن أنا في وسط الوقت
أسلخ ماتبقى من البحار عن غرقي
أنظف الحروب من النسيان
وأنتف وجوه المارة عن جلد الشوارع الكبيرة

أيها البعيد جداً ، مثل نجمة رضيعة ميتة
مثل حضن الأمهات في جنائز أبنائهن

إني أبدو كالمهرج بهذه الندوب
وأبدو ك(وحش يمص قطعة سكر)
مع تلك المرأة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق