شعر فصحى

عامر الطيب

نصوص

تطاردني رغبةٌ لاهثة كألم معدتي
رغبة كالحزن الّذي يعتبره الرجال بسيطاً
أنّني طفلة الآن لكنّي لستُ طفلتك
أنّني الأرض التي أحرقتَ ملامحها
أنّني السكينة التي تتدرّب عليها
منذ أيام طويلة
و مثل كلّ مرة تحاول أنْ تجرح الهواء
فتجرحني!

لا أشتهي رجلاً هادئاً كإشارة مرور
أشتهي رجلاً ثابتاً كخطيئة
أنّني ضعيفة مثل حبكِ الأول
الذي دفعته إلى الأرشيف
أنّني سريعة مثل قبلتك في المدن العربية
و ملتاعة مثل خبر وفاتي!

ضعتُ بين يديكِ
كأنني وجدتك صغيراً فذبتُ
أو وجدتك عظيما فحاولتُ الوصول نطفتك الأولى!

ضاجعني كما لو أنكِ تتجول شارعاً
توقّفْ هنا و هنا
و اسحب قدميك كرجل قديم
يتدرّب على المشي..
ضاجعني كما لو أنّك تكتبُ شيئاً طويلاً عن الحزن
محاولاً أن يفضح الذين يرقصون في آخر العالم !

سمّني وردة و احملها إلى الحديقة
وإذا أردتَ أن تقطعها
فاختر لي اسماً آخر !

أنني أشتهيتك الآن
و وضعت العديد من الرّجال في الحبس
من أجل أنْ أجدك
جلدتهم واحداً واحداً
لكنّي لم أعثر على دم مثل دمك
أيّها البعيد أنراك هناك
في بلاد بعيدة
تشتهي نساء أخريات يلبسن ثياباً مثل ثيابي فقط !

كيف أعبر نحوك هذه المدن الشّائعة
وهي تتشابه مثل الكلمات الطريفة
عن الله ؟
كيف أدخل كوخكِ خفية
و أحرق الحقول المجاورة ؟
كيف أضعك على يدي مثل بيضة متصدعة
و آكل القليل من لحمك
لأفقد ثقتي بلحوم العصافير الأخرى ؟

لو أنّني أمكِ لتركتُك عند مرضعة
لقد كنتَ تسحب ثديي
بأسنانك
حتّى خفت أنْ تلتصق حلمتاي بفمك
فتذهب رجلاً صامتاً إلى العمل !

كلّ يوم يموت رجل يشبهكَ
لم يصدفْ أن أتعرف عليه
من عليّ أن أقتل إذن؟
إذا قامت القيامة
و بقي لدى الله قليل من الوقت !

أنني كنتُ أحبكِ منذ دقائق لكنّي توقفتُ الآن
عن إضاعة وقتي
لديّ أشغال شاقة أيضا
من ضمنها أن أتوقف عن حبك
و منها أنْ أحبكِ مرة أخرى!

أريد أنْ أقف قبالتك دون أنْ يرتجفَ لحمي
مثل ماء قليل في الحوض
لكنّني مترددة كأنّي أفكر بك منذ ليلتين طويليتين
و خائفة من أنْ ينكسر الحوص
فيضيع الماء كتاريخ أيّ عطش عاديّ على الأرض !

أنثى الحيوان في الغابات الآن
حرة بشكل أفضل مني
أنّها لا ترتدي ثياباً ملونةً
و تقابل رفيقاً يفكر بها كعارية فقط..
أنثى الحيوان في الغابة
أقلّ تشنجا مني
فهي لا تمتلك غرفة صغيرة
في الغابة
ولا تمتلك الغابة نفسها!

أنني قليلة الحكمة
كوني أكتب لك الآن
علي أن أفهم
أنت مع تشردي في الأرصفة شاحبة
أم مع الله؟!

لستُ امرأة متاحة مثل تفاحة آدم
كما يعتقد أصدقاؤك
أنّني عندما أشتهي رجلاً أقول له أنّني أشتهيك الآن
و عندما أحبه أقول له أنّني أشتهيك إلى الأبد!

▪▪▪
#عامر …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق