شعر فصحى

ثامر سعيد ال غريب

خرائطُ عمياء
ثامر سعيد
…………….

أجلسُ مع الليلِ على طاولةٍ
مصابةٍ بالقلقِ .
هو بنجومهِ الباردةِ
وأنا بقصائدي الموشومةِ بالدّمِ
والسّياط ،
هو بلحيتهِ السوداء
ومزاجهِ الرائقِ الطويل
وأنا بخرائطَ عمياء ،
يهمسُ بكلماتٍ لا أفهمُها
عن البحرِ وأخطائهِ
النوافذِ المفتوحةِ على الحيرةِ
والخذلان ،
بينما أرانب الضجرِ المفزوعةِ
تتضابحُ في رأسي
مثل جنودٍ مهزومين .

أجلسُ مع الليلِ على طاولةٍ
مصابةٍ بالهذيان
نكرعُ كأسينا على أغنيةٍ قديمةٍ
وأحاولُ أن أمشّطَ قلبي
بالذكريات
دون أن أذرفَ دمعةً خانقةً .
هو يقرأُ ما في الخمرةِ
من غابات
ويؤكدُ أنَّ الصحوَ مشنقةٌ للأحلامِ
وأنا الموعودُ بالفردوسِ والأنهارِ
عزمتُ أن أرتكبَ الجحيمَ
لأحرق المواسمَ الرديئةَ
والحدائقَ التي لا تقيمَ صلاةَ
العشقِ
لقلبينِ بلا وطن .

أقولُ له :
من أينَ لكَ كلّ هذهِ السكينةِ ؟
فيقهقه مثلَ عجوزٍ ماكرةٍ
ويقول :
هل لكَ أن تصفَ لي
كيف يرتطمُ شاعرٌ بالجنون ؟
وحين يأخذُ الجدبُ مأخذهُ منّا
وثمة أغصانٌ تَهِبُّ بالنُعاسِ
ينامُ الليلُ
ينامُ الليلُ عميقاً
عميقاً كبئرٍ مهجورةٍ
وأبقى وحيداً ..
أكابدُ ما بقيَ منه
وما بقيَ مني . هو

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق