شعر فصحى
خالد حسان
كتلة زائدة
في طريقي إلى العمل هذا الصباح
اعتذرت لهؤلاء العمال
الذين طالما أتعبني بؤسهم
وجلوسهم لساعات على رأس الشارع
كل صباح في نفس الوقت
يشعلون السجائر
بانتظار عربة يستقلونها
أو رجل يشتري يومهم
مقابل جنيهات
أوقفتهم جميعا
واعتذرت لهم واحدا واحدا
قلت كلاما كثيرا
من بينه
إنني لست أفضل حال منهم
وإن زوجتي تخاصمني شهورا كاملة
وأجلس طوال هذه الأيام
كيتيم في البيت
وإن علي ديونا لا حصر لها
وعندما تمرض إبنتي الصغرى
أفكر ألف مرة قبل أن أذهب بها إلى طبيب
مع هذه الجملة بكيت
بكيت بشكل حقيقي
لكنني تداركت الأمر
وأمسكت بجلباب أحدهم
وقلت له بصوت مرتفع :
المظاهر خادعة يا أخي
وأنت بالتحديد ترمقني بعينيك هاتين
كل صباح
كما لو كنت أنا المسئول عن شقائك
ملابسي هذه أشتريها مستعملة
وحذائي به فتق يتسع كل يوم
ولا أقدر على شراء حذاء جديد
وليس من المعقول أن أذهب إلى عملي بجلباب، لن يسمحوا لي بذلك
فكف عن ملاحقتي بعينيك هاتين
من فضلك
……………..
الحقيقة أنني لم أعتذر
لم أنتبه لهم أصلاً
تعاملت معهم على أنهم
نتوء
كتلة زائدة في جسد العالم
ومضيت