عبد الغفار العوضي

ذاكرة الخرس:

سأعرف بعد كثير من المحاولات أنى أخرس،لن يظهر شرخ فى الحجر بسبب صراخى ..ولن أرى أبعد من غابة تحترق وأنا أشعل النار فى قش جسدى ..لن يكون هناك ملائكة يسرعون لنقل الموتى من نواصى الطرقات ..سيتركون حتى تتعفن أرواحهم تماما ..
بعد قليل من الإدراك،
سأعرف أننى وحدى فى عالم من أشباهى
أو أننى لم أوجد أصلا
وأننى عدو افتراضى اخترعه جنود ما،لخلق وظيفة للرصاص ..

يختفى الفرق تماما بين العقل والجنون
ونحن نهبط عميان إلى قاع الغرائز
لنرى أنفسنا نرتكب جرائم
ثم ندفنها فى الصباح تحت جلودنا
لتتبخر تماما مع العرق ..

نبكى لأن الغرائز تنظف جدرانها من دم الأمس
تريد معدة القتل ممتلئة تماما
بالملح
حتى تحنط الحزن الذى تركتع العيون
وهى تهرب جاحظة من فخاخ الجسد ..

نكتشف أن الصراخ بلا جدوى
لأن الصخور هنا قاسية
وبلا آذان !