شعر فصحى

عامر الطيب

#اليوم العالمي للشعر
#عيد ميلادي

ذهبوا إلى الشّعرِ كمرضى يائسين من أن يجدوا علاجًا أو وقتًا للمشي
تاركينَ خلفَهم الفرصَ التي قد تجعلهم شعراءً آخرين
ذهبوا معا أو وحيدين
وقفوا في الأماكن التي شغلها أثرٌ خفيٌ
أثرٌ يدُ أو أثرٌ قدم لشاعرٍ غابر
و طلبوا من الحب أن يهبَهم حياةً كاملة
ليتركوا الأثرَ نفسَه!

ستضربُ الساعةُ الثانيةَ عشرةَ
ويصيرُ عمري تسعةَ وعشرين سنة
سيبدو الأمرُ شاقا لأول وهلة
لكني سأعتاد مثلما يعتاد البشرُ النائمُ على الموتِ
و اتقبلُ الحدثَ بصخبٍ اقل
كأنه خبرُ زلزالٍ ضرب مدينتنا الصغيرة
ثم تبين أنه ضرب مدينةً أخرى!

لا أيامَ أطولَ من هذه الأيام كأنّ الزمنَ اعتبرنا اطفاله
الساذجين و حاول أن يعوضَنا
لقد شاهدنا الحبَ وهو ينزلُ معنا إلى الكهفِ
و شاهدنا الحربَ وهي تلوثُ خطواتنا
فصرنا نمشي إلى البيت
و كأننا نمشي إلى البيت فعلاً !

بدلا من أن تعطني سمكةً
اعطني سمكتين صغيرتين
سوف أشتري لهما حوضًا
أو نهرًا صغيرًا
و أعلّمهما على النسيان
نسيانُ الأنهارِ التي جفّت في السابق
و الأحواضُ التي ستنكسر الآن!

عيدُ ميلادٍ صغيرٍ في الغرفة
شمعةٌ واحدةٌ تضطرب
كأنها هواءٌ عالٍ
و اغانٍ حزينةٌ كانها ألفت من أجلِ أعيادِ ميلادٍ أخرى!

نزلتُ إلى الحياةِ كما ينزلُ العصفورُ من بيضتهِ
انكسرت البيضةُ قليلا في اولِ الأمر
ثم انشقت نصفين
دفعت النصفَ الأولَ بقدمٍ
و الآخرَ بقدمٍ
و خرجتُ مبللا
وجدتُ تلك اللعبةَ شيقةً
وحاولت تغيير العالم!

لم أحتفل مع امرأة وذلك جعلني سعيدًا
كما لو أنك احتفلتَ معي
يا إلهي الذي وقف متفرجًا
كيف أنفخُ على الشمعةِ ولا تسقط أسناني ؟!

أردت أن أنجزَ أعمالا كثيرةً في هذا اليوم
مثل أن أحبك في اولِ النهار
و ابني لك بيتا الآن
وها نحن حاولنا أن نصير بدائيين ونفعل ذلك
لكني بعدها حولتك إلى بشرٍ بدائي
فعلت ذلك مع بشرٍ بدائي آخر!

.
كونك تنظر إلي بهذا الشكل فهذا يعني
انك تحاولُ ان تسحبَني معك إلى غرفةٍ نصفِ مخربة
ذلك محببٌ إلي
لكن الحياةَ باردةٌ الآن
والشوارعَ محاصرةٌ كموطئ قدم
هل ستنتظرني لحظات قليلة
أذهبُ سريعا إلى البيت
أجمعُ ملابسي الخفيفة وانسى الكثيرَ منها على الحبلِ!

ماذا أكلتَ قبل أن تكتب لي “أحبك”
هل أكلت نباتًا أو لحمًا ؟
انه امرٌ محيّرٌ
اريد ان آكلَ شيئا مما أكلت لأكتب لك الكلمةَ نفسَها!

أعامل العراقَ كما تعامل الام طفلها الذي يدخنُ مبكرا
تحاولُ في المرةِ الأولى أن تهدّده بأبيه
لكنها تتذكر أنّ أباه يرجع سكرانا في الوقت المتأخر
ثم تحاول أن تحدثه قليلا عن خطرِ التدخين
لتكتشفَ أن ذلك غيرُ مقنعٍ لطفلٍ بكاملِ صحتهِ
ثم تفكرَ أن تقولَ له أن أسنانَك ستصيرُ بشعةً
فتخشى أن تشوّه مزاجَ ابنها
لكنها أخيرًا تجدُ الحكايةَ مملةً
و تودّ أن تدخنَ معه على انفراد فقط!

أنا الآن لن أصيرَ أنا بعد ساعات قليلة
إذ سيزيد عمري سنةً
و هي ليست سنة جاهزةً مثل امرأة لأتفحصها
لكني استطيعُ أن أكتبَ لها قليلاً
عن الشجرِ وعن الحبِ وعن الدمِ الزائدِ
قد تكون سنةً طويلةً أو عابرةً مثل آخِر سنواتي
حيث أنني وقفتُ حذرًا
كنبيٍ رأى اللهَ
لكنه قال له يا الله.. فاختفى!

▪▪▪
#عامر …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق