شعر فصحى

فهمي الصالح

اختراقات يومية

اِحْتِرَاقَاتٌ يَومِيَّةٌ:

فهمي الصالح *

(1)
حَطَّمَنِي شَيْخِي.!
أَلْبَسَنِي عِمَامَةً فَضْفَاضَةً بِوِسْعِ فُرْنٍ
دُونَ أَنْ يُحَفِّظْنِي النُّصُوصَ
فَاِحْتَرَقْتُ بِالشُّكُوكْ.!

(2)
مَدْمِيُّونَ فِي خَنَاجِرِ الْمَاءِ
لا نُبْصِرُ اِنْصِهَارَ وُجُوهِنَا
اِلَّاَ فِي تَشَيُؤَاتِ الْحَجَرْ.؟

(3)
الْغَرِيبُ الَّذِي مَرَّ بِجَانِبِي
صَدِيقِي.!
عَرِفْتُهُ مِنْ لُطْخَةِ عَنَائِهِ الْقَدِيمِ
الْمَدْفُونِ بِدَاخِلِي.!

(4)
لَمْ يَبْقَ سِرْبٌ كَيْ أَعُودَ إِلَيْهِ
الْكُلُّ تَسَرَّبَ فِي السَّرَابْ.!

(5)
كَغَزَالٍ رَاعِفٍ فِي جُرْحِهِ الْمَخْلُوطِ بِالْمِسْكِ
أَبْحَثُ عَنْ دَمِيَ الْمُتَفَرِّقِ
بِيْنَ الْقِبَابْ.!

(6)
أُحَدِّقُ إِلَى طَوَاوِيسِكَ مِنْ سِتِ جِهَاتٍ
فَلاَ أَجِدُكَ إِلاَّ دُونَ مَلاَمِحَ
أَيُّهَا الْمَوْتُ السَّعِيدُ الْمُتَسَيِّدُ
عَلَى فَاكِهَةِ الْعِظَامْ.!

(7)
لَنْ أَصْلُحَ لِتَرْمِيمِ أَيِّ حَياةٍ مَعْقُوفَةٍ
فِي الْأَجِنْدَاتِ
أَنَا صَدِيقُ الْخَرَابِ الدَّائِمِ فِي الْمُلاَبَسَاتِ
فَلاَ تُعَلِّقُوا عَلَى شَمَّاعَتِي شَيئَاً مِنَ الْأَمَلْ.!

(8)
أَقُولُ لَكِ مَا يُشْبِهُ الْبَحْرَ
وَأَقْصُدُ فِكْرَةَ الْغَرَقْ.!

(9)
لِهَذِهِ الْيَدِ الَّتِي تَهَبُ الْحُبَّ
مَسْكُوبَاً عَلَى الْمَاءْ
تَمَاثِيلُ الْخُلُودِ الْوَاسِعَةُ
الَّتِي صَنَعَتْهَا الْفُؤُوسْ.!

(10)
يَكْفِينِي مِنْ شَعْرِها مَا اِسْتَطَالَ
وَمِنْ غِيَابِهَا مَا حَضَرْ.!

(11)
وَمِنْ تَجَلِّيَاتِ الرُّؤْيَا ذَاتَ حَرْبٍ مُحْبِطَةٍ
أَنَّ النَّهْرَ الْمُمْتَلئَ بِالزَّوَارِقِ
مُمْتَلِئٌ أَيْضَاً بِالْجُثَّثْ.!

(12)
لِمَاذَا تَوَقَّفَتِ الْخُيُولُ عَنِ التَّحْلِيقِ
وَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبَةُ
مُمْتَلِئَةً بِكِ.!؟

(13)
أَنَا صَاحِبُ الْعَرَبَةِالَّتِي اِنْكَسَرَ جَوَادُهَا
بِغَفلَةٍ مِنَ الطَّرِيقِ
فَصَارَ لِزَامَاً عَلَى جُثَّتِي
جَرَّ الْاِثْنَيْنِ مَعَاً.!

(14)
كَانَ عَلَى الْقَمَرِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ فِي الْلَّيَالِي
أَنْ يُبادِرَ إِلَى كَسْرِ زُجَاجِ الْعُيُونِ
حِينَ يَتَمَرَّى أَمَامَ وَجْهِكِ.!

(15)
مِنْ أَيْنَ آتِينِي بِالْعَسَلِ
وَالْقَوَارِيرُ كُلُّهَا مُخَبَّأَةٌ فِي جِرَارِكْ.!

(16)
سَأَشُكُّ بِبَرَاءَةِ الْقَلْبِ الْوَحِيدِ
حِينَ لا يَدُقُّ فِي حَضْرَةِ مُرُورِكِ
مِنْ بَعِيدْ.!

(17)
أَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَحَدُنَا غَيْرَ حَقِيقِيٍّ
وَالْأَخَرُ مُتَخَيَّلاً لَهُ.؟!

(18)
وَمِنْ شَهْدِ التَّصَوُّفِ فِي الْمَرَايَا أيْضَاً :
مَنْ لا يَرَانِي أشْرَبْ فَقَدْ ثَمِلْ.!!

(19)
يُعَاقِرُنِي كَأنِّي مَا تَذَوَّقْتُ لَهً خَمْرَاً
وَيَلْفِظُنِي كَأنِّي مَا شَقَقَتُ لَهُ ثِيَابِي.!

(20)
الْمَفَاتِيحُ أَنْتِ
وَكُلُّ الْخَزَائِنِ مُقْفَلَة.!

…………………………………..
* شاعر عراقي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق