مذكراتُ رجلٌ على قيدِ الأسى
(1)
كانون الثاني (يناير)
هو يومَ ميلادي الذي لا أعرفه
في السنة التي لا أعرفها
في الساعة التي فقدتْ فيها
بندولها في أول معركةٍ
معاركُ الحياة خاسرة
(نحنُ دوماً نخسرُ معاركنا)
ذلكَ اليومَ ولدتُ أنا…
ولدتُ مضمخاً بالأسى
وكذلكَ بالصراخ
وعليه، بقيتُ مدمناً الأسى
منذُ فجرَ ذلكَ اليوم
ومتواطئاً مع الصراخ
فحُكمَ عليَّ بهذه التهمة
حُكماً مدى الزمان، مع إيقاف الافراج.
(2)
نيسان (ابريل)
في مرحلةِ صباي
مارستُ كُل الأخطاء المتفشية
وتجرّعتُ، كلُّ الكلمات الشائعة، على مضض
وفكرتُ بكتابة تاريخ ميلادي على ورق الشمع
متحدياً نور الشمس.
ورغبتُ بتدوين بطولاتي، وكذلكَ هزائمي
(كنتُ مؤمناً، أيضاً، بالهزائم، خصوصاً مع النساء)
وكنتُ متلذذاً وأنا أتحدث حولَ مغامراتي
(كانتْ مغامراتي بينَ الشدِّ والجذب)
وحتى انهزاماتي، في تلك المعارك، هي مفخرة لي
ولمّا كبرتُ، وغادرتُ تلك العوالم، تيقنت:
إنَّ كل ذلكَ كان خيوطاً من سراب.
(3)
آذار (مارس)
كبُرُ السّن لمْ يكنْ من هوايتي
ولمْ احترف غواية العمر
وفجأة وجدتني في عقدي الستيني،
إلا قليلاً..
ممتطياً الأيام، وأجري خلفَ السنينْ
سنيني كانتْ فاقعة اللونْ
لا تسر الناظرينْ
احدودبت، وشاخ بياضُها، وانطفأ بريقَ
وجنتيها…..
أمّا أنا فبقيتُ أقاوم جبال الكهولة بعكازٍ كسول.