شعر فصحى

خديجة زواق

نسخة اخيرة

تبسم لي وتغفر
…………….

سألون الأرض بالشتاء والهطول والسيول
وألبس فساتين الليل الماطرة والعاصفة
بأزرار كثيقة متلاصقة الواحد منها كالشهب والرعدات..
ساقطع الممرّ الفاصل .. بيننا
أنت تلوح لي
وعلى هذه الشرفات ألا تأخذني إليك،
وعليك ألا تاتي بهذه الطرقات
دعك هناك
سيكون الشال خفيفا شفافا كما كنت دوما تعشق
طويلا كنزيف من غصة صبا تدلى أغنيات ..
متى لفـّني الشوق
عانقت الدنان والكرمات
على مهل وكما كنت دوما تفعل
ألف تبغ هذي السماء وهذه النجوم
وهذا الوجود أيضا
وأشعلها بلفافتك الملتهبة .. في يدي
وأدخن يقين الصدى والمدى واشغلني عنك،
بصمت ندوب تحفر بدمي وشم شذاك.
أتوق لعرق يديك، وسخونتي حمى باردة
تأتي فاجهل الأسماء وأنت النداء
أجعل من كل شيء رقشك،
رسمك ولا بكاء..
قبل قليل.. كان لليل
لغة عينيك التي أحب.
أنت وحدك من اخبيء فمه
بفم الورد والسكر والحجر..!
أجوب ثغاء الأرصفة
أجوب ارض الله .. وبساتين نبعها عينيك
عاد بياضها الفاتر يبس الحلمات
فلا دخان في سواد القبور قلت لي قبل قليل
ولا دخان في بيض الجنان للجنان
ياتي الشوق
يدخن الصباح
يدخن المساء وما بينهما
والليل إذ طويلا إلي اتى دخانا بعث حشر الصبر والزفرات..
كل شيء بعدك
جنات جنونك يقينا هنا أشعلها أدراج الجحيم
بخمارات كهوف رماد ظلك هناك أبيت
فالتهرقني الطريق ولتسحلني المسافات
كل شيء يأتي وإلا أنت تجيء
تمتد بيننا الليلة الثكلى ريق العناب
ورقبات الأعناق مائلة بين يديك
تبغك قبل القهوة دائما يأتي
حتى أني لا أسأل اللفافات التي ما عادت كما تركتها يين يدي بيضاء ..
الصباحات دوما تأتي بفاه فاغر
كالنهايات كمن عبر مثلك عاريا
كدمي يهتف عاليا
كمن وقف بين يديك خديج الجسد سجد.
فقشر ظلك بالغياب ومسد لظاه بالعطش
وأنت بعيد تعد لي مكانا آخر
تلصقه كما أشتهي بمقلة عينيك
أنا أعانقك بأول المغيب
فيشرق بصدري بستانك،
والماء بغرق لذيذ أتنفسك فيه
أعدّ حبات الرمل على مقلتيك
على تفاصيل شفتيك
ولا أخجل من عريي، ومن تلفي في العدّ
فكم قطرة في حبة الرمل يا أنت
وكم في القطرة من محيطات الماء.؟
أعيد العد مرات ومرات وأعرف انني كل مرة أفشل
أراك تبسم لي دوما
وأراك دوما تكاد تغفر
دوما تقطع برموشي هدأة الكرى فأسأل..
كما كنت بأنفاسي دوما أملأ أذنيك بالضحكات
وكما كنت أنسي وبلاءي وباسي
أنفاسك هدأتي والكاسات ..

خديجة زواق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق