شعر فصحى

حسن النواب

الآباء

الآبــاء
حسن النوّاب

بدونهم
لا بهاء لخطانا
ولا مغفرة لخطايانا
من عرق جباههم
ارتوينا
وبنيران أساهم
احتمينا من الزمهرير
ولولا زفرات صبرهم
وكتمان أحزانهم
ما شبَّبنا
ولا تذوَّقنا عسل الطفولة
وحليب أثداء الحياة
من صمت قلوبهم
تعلمَّنا
كيف ننسج ذقن الحكمة
وثوب التقوى
ونجلي السخام
عن مرآة التراب
في وجوههم
تلمع الفضَّة حتى الرمق الأخير
وأصابعهم
يغار النور من بياضها وضيائها
أصابعهم
التي سبَّحتْ للزاد القليل
وسحبتْ ظلالها عن كل وضيع وذليل
هم قناديلنا التي ما أطفأتها
شهقة ريح
ودماهم
نشمُّها دوماً
ما دمنا نستنشق عطر برتقالة
ورائحة خبز نبيل
دون وصاياهم
لكانت دوربنا
تلهث خلف غواية السراب
وربما لجهلنا
كنا اشترينا الثلج في برد الشتاء
لهم
في النجمة موطنٌ
وفي قطرة الماء نبعٌ
وفي ذرة التراب إرثٌ
ولهم في هذا الهواء أنفاسنا
وكل مستحيل
دونهم
ما كان لنا هذا التأريخ
ولا سلالة في هذا الزمان
آباؤنا ضلوع الله على الأرض
ولولاهم
ما كان لنا
في الدنيا أي نصيب.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق