شعر فصحى

راندا عوض

يخطر لي

 

يخطر لي

يخطر لي في أحد الصباحات
أن أسقط كدمعة مغمى عليها
يهرع الناس لنجدتها
وعندما يحاولون رفعها
تبتل إياديهم فتختفي الدمعة ويختفون

يخطر لي أن أستقل قطار اً
لا أعرف وجهته
وأن لايصيبني الذعر عندما يتوقف
أن لا أتسأل إن كنت قد وصلت
أن لا أذعر إن كنت قد تهت
أن لا أفكر ماذا سيحدث
فلا موعد عندي ولا أحد ينتظرني خارج القطار

يخطر لي أن أبقى في القطار
فأنا لا أرغب بالنزول
أحتاج أن أكون وحيدة
في قطار ينطلق بي إلى اللا نهاية
أو أن يتحول فجأة إلى مركبة سحرية
تأخذني لعالم أخر
دون أن أكون قد مت

يخطر في بالي
أن أكون حزينة كأنغام أغنية تركية
لا أعرف ما تعني
كل ما ألتقط سماعه كلمة “زمان ”
فتثير الشجن في داخلي

يخطر في بالي أن أكون رائحة حطب منبعثة من مدفأة
ربما يتحول جلدي إلى لحاء شجرة
لكني أخشى أن يقطعني الحطاب
أن أتحول لجمر مشتعل
أن لا ينتبه لحريقي
أي من أبناء جلدتي
فأختفي عندما يزول البرد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق