شعر فصحى
عن الخراب وظلامه المر للشاعر رعد زامل \ العراق
——————————1——————————-
لا قطار ينتظرني
ولا محطات
فأنا عابر سبيل
أحمل عمري
كما لو انه
كيس من النفايات
وأقف على طرق تتقاطع
لكنها جميعا
تؤدي الى ذات الخراب .
——————————2——————————-
في كل ارض
بوسع البذرة
أن تصبح شجرة
والشجرة أن تغدو غابة
إلا في هذه الأرض
حيث الغابة تسمى شجرة
والشجرة ترجع بذرة
والبذرة من بعد ذلك
تغدو وصمة عار
على جبين
اسمه أرض الخراب
——————————3——————————-
على الإمبراطور
الذي اتخذ من دمى
وقودا في الحرب
على الأب
الذي اتخذ من
ظهري جملا إلى الصحراء
على المرأة التي
خذلتني في أول الورود
وعلى الأصدقاء
الذين تركوني تحت
طاولة الشعر بلا ذكرى
عليهم جميعا
أن يصلحوا حياتي
التي أفسدوها
وسأكف عن ملاحقتهم
وأكتفي بالنعيب
شاهدا كالبوم
على هذه الخراب
——————————4——————————-
كل شيء يخبو
كل شيء يخبو
في الخرائب التي
نسميها البيوت
كل شيء يخبو
وحدها التعاسة
تلمع كفضيحة هناك
بينما في ظلامها المر
وكلما لاح لي
على جدرانها عنكبوت
دعوته الى
طاولة الوحشة
وقلت له:
كن نديمي في
هذا ألخراب …
——————————5——————————-
كل شيء قد ضاع
غرناطة بالأمس
واليوم غزة
بينما في
دهليز تأريخنا المجيد
وبعد كل قمة
ثمة طفل يصرخ
الغوث يا جداه
أغثني يا صقر قريش
ولكن الصقر
كعادته لا يهبط الى القمم
ولا يمدّ يد العون والجناح
وان مدهما
فليس فيهما سوى
ريشة واحدة
ريشة لا تكفي
لتدوين هذا الخراب.
——————————6——————————-
عن اللامع الجسور
الذي ما من معركة
الا وتركت على
وجهه حفنة من الغبار
وما من صولة للمجد
إلا وخضبت ذاكرته
بصليل السيوف
بالأمس شعر بآلام الظهر
لما تذكر
الذين امتطوه في
الطريق الى القمم
وحينما فكر بحياته -الآن-
حياته المحفوفة بالروث
والذباب
قضى نحبه من الحزن
البائس المسكين
سليل داحس والغبراء
بالأمس فجرا
نافقا عثروا عليه
بينما جثته
تلوح في الإسطبل
كأعلى
صرخة في
وجه هذا الخراب..