أستعين بوفرة مني
أيّها الهابطُ من ميتتِك التذكاريّةُ باستهلاكٍ طويل. ضعْ يدك الصبورة في شهوتِك القديمة, وتمدّد في أقمارِك العمياء. لا تخرج من غرقِك بلا قصبٍ وغرين وكركرات. لا تضجر من دغلك في حضنِك الساخن. إمضِ في إطلاقِ ذنوبِ ثقوبكِ الصابرة. اجلبْ لها أجزاءً منك. تركتَها في الأسرّة مهشمةً. ميتتُك فضاءٌ لا حولَ له وبلا طائل، إعبثْ بفحولتك أنّك في أوج فتنتِك. أخرجْ إلى الضوءِ بجسدك المغسولِ بالترابِ الحي.
……..
وبلا أثرٍ يذكرُ وتحديداً أستعينُ بوضوحِ الظلام يكفي أنْ أضعَ وفرةً منّي في الاضاءةِ الخامسةِ لشحّتي سوداءُ قيدَ الغيب، أغسلُ الغيمَ بما فقدتُه من مياهٍ سليمةٍ حضوري القصير في الكوابيس لكسرِ تقليدٍ قديمٍ في سطورٍ من ورق موسيقي في هامشِ كلام يابس، يتأخر في نصوصي المنتشية بكوابيس القبور في أجسادِنا أنهشُ بأصابعي الوقتَ قرب مقبرةٍ من هواءٍ، ينبشُ على عجلٍ جثثاً قديمةً تأتي مبتسمة من وباءِ جمالٍ باهرِ، ما سمعتُه النصوصُ كثيراً.
…..
وهمي الحارسُ لطفي المشتّت في أفواهٍ. تخرجُ من دخانِ مجنونٍ في الصور البريديّة العتيقة. يهلوسُ عتمتي المنحنيةِ كطابورِ موتى في سجلِّ فطورِ مقبرة توزّعُ سرَّ النهار. أجهلُ أنّي أحتفي بمرجوحةِ نقيضي في عشبِ اللغة، أختارُ وصولاً لعبثي الأخير في مرايا تدخنُ سرير الضوء، لموتٍ يحتفل بعيدِ ميلادهِ اللا وقت اليومي. يقطعهُ من خياناتِ حياتهِ العابثة بالخلائق في سيرةِ نشوةِ النبيذ.
……
أنحدرُ من منخفضٍ مستورٍ من جسدِ امرأةٍ يرفعُ غموضَ خجلِ شهوتِه بشكلٍ واضح. في ارتفاعِ منسوبٍ كثيرٍ من شغفِ ليل يقترفُ الارتماء. أجلسُ على كرسي لا يأبه بالنافذة فاضحةَ الأسمالِ والهواءِ. لا أثرَ يخرجُ من فمها يشعرني بنعاس. يقاسمني يقظتي المنحدرة مع أوهامٍ في حيرةٍ من مرايا الضوءِ. تجفُّ في رذاذِ الظلام.
……
في غرفتي المطلّة على فنائي الضحل, تتشابه الجدرانُ مثل أسناني المتساقطةِ في بئر شغوف بوقاحةِ أصابعي, توغل في التأمّلِ السرّي ببراءةِ بروفايلِ امرأةٍ خلفَ الجدار. يتلائم مع أيّة وسيلةٍ تبعثُ على النسيان, أعيدُ النظرَ بالآخرِ أكبر سنّاً من نصِّ أتعبُ قليلاً في قراءته, هذا ما بقي في كفّكِ المتعرّقةِ أيّها الماضي النبيل, تتمنّى أنْ تتكرّرَ ما زلتُ في أناي ليسَ مجدياً الآن ما بقي منكَ, يستحقُّ أنْ أسترجعُه بمتعةٍ. وتسترد سيرتي من خزانةِ ما أهتمتْ بي ككائنٍ مثيرٍ في جوفِ غرفةٍ لا تتكلّم إلّا مع الضوء.
…….
إِضافةً الى أنّي جديرٌ أنْ أعاني من سوء الفهم ولا يقولُ لي أَحَدٌ أنّي جديرٌ بحسنِ طالعٍ مبلّلٍ بكيدِ نساء، أكتفي أنْ أواصلَ القلبَ بما أنا عليه من اكتفاء. فأفتّش عن ظلِّ يختارني من ذهولٍ, ويرسل خلفي آلهة لإغاظتي وكرهي على حبٍّ سرّي. أقولُ لأحد يشوّه كلامي النافع اتمسّك بفرصٍ غير أنيقةٍ سيراً صوبَ حياة في ذاكرةٍ بالضرورة, تكونُ عجوزاً دائماً.
……
منديلٌ أبيض بدانتيلٍ أحمر يهزُّ رعشتي بلون الهواء, آخذ نظرتي إلى الماءِ وكالريشِ طارت خلف سهمي الملدوغ بنبعٍ ينزلق في متاهات, أسقطُ منها على فيضٍ من ثمالتي.. تسقطُ فخاخُ العدمِ طاعنةً بإشاراتٍ غفيرةٍ الاغواء يمحي السوادَ الساخنَ في غصنِ موسيقى مطويّة. يحطُّ عليها المجرى الأعرج المفتوح الآتي من ايِّ مكان غير منظور, لترويضِ الوضوحَ أستطيعُ أنْ أحدّق في الثلج. وأمضخُ الشمسَ بأزهارِ الظل