مستلقيًا على رُكبتيكِ
أقلب وجهي في سماء ذاكرتي اليابسة
لم تكن ثمة غيمةٌ
إنهما عيناكِ المكتظتان بثلج الغربة
تفجر منهما عينان من دمعٍ
حيثُ ولَّيتِ وجهكِ شرقًا
صلّىٰ إلى قبلة عينيكِ البكاء
بشارع “ماريا هيلفر”
الناس في هياج وفرح
يحتفلون بقرب أعياد الميلاد
أنتِ على المقعد ذاتِه
تظللكِ الفروع العارية لشجر الكستناء
لم يخدعني لون الحياة
المبثوث في كنزتك الصفراء
ولا طعم المرح
في تناولكِ الآيس كريم
قبض ارتجافُ شفتيكِ الباردتين قلبي
وصرخة اللا مبالاة مؤخرًا
في ارتدائكِ الجينز
حدَّقتُ بعينيكِ إلى حد الهطول
وتشققت من فورها تلك الندوب علىٰ ملامحي
توثق سيرة المنفىٰ
وأناشيد الأجداد ال مابرحت وجداننا لحظة
سافرتُ في ملامحكِ إلىٰ حدٍّ بعيدٍ
ونسيتُ همومي المعتقة
وحزني الهادرَ
وتماهينا في معادلة
القُوىٰ
نسيتُ بحثي الأثير
عن النظام العالمي الجديد
وانهيار أمريكا
نسيتُ غضبي
على مؤيدي التطبيع
نسيتُ قصيدة كتبتها لكِ صباح اليوم
ذهبَت كل قضاياي العالقة
مستلقيًا علىٰ رُكبتيكِ
أقلب وجهي في سماء الذاكرة
لم تكن ثمة غيمةٌ
ولم يكن مطرا ذاك الذي غسل الملامح
كانت دمشق بعينيكِ
تصلي صلاة بكاء