ــــــــــــــــــــــ الرقصة الأولى
حبيب السامر
مَنْ أوعز للأصابع أن تمسك دوارة الهواء
والكؤوس أن تريق ماء وجهها بخجل ؟
ومن أناب عن الوجه الماثل في الظل
ببقايا ملامح وخثرة ضوء؟
كأنها تراكم صور في العتمة
ومن أومأ للبحر
للشفتين أن تنفرجا على عسل الكلام
وسط الضجة ؟
كي تمحو سلالة الغياب
والغيمة لم تغادر مكانها بعد
منجذبة بحلم مستبق
الأصابع مجسات
الأصابع قامات غير مرئية في ممالك اللحظات
كأنها تحبو نحو الخرائط
تتقدم بخطوات
لترسم شكل امرأة تحيط جسدها باليدين
فيما الأصابع تتحرك في العتمة
لتومئ للضوء
أو توعز للهواء أن يسكب ما تبقى من شهيق
الغرفة بطلائها المراق على الرخام
تمازح ظلنا في رقصته
تصاعد الإيقاع
الجسدان تمايلا
اشتبكا
فمها لصق أذني
ترفق بي أيها الراقص المبتدئ
أنا الليلة بين ذراعيك
خذني إلى غابتك المورقة
العشب سجادة الإله الممدودة
من العشق إلى العشق
ترفق بي
وأنت تحيط بي من كل المسامات
رقصة الليلة هي ما تبقى من عمرنا
لا تدع إيقاعك يتباطأ
انه فعلا يتصاعد ،النبض يتصاعد
الرغبة تشتد
وأنت تمسك بالهواء
أنت بمحاذاتي
العتمة اشتدت ، وجسدي يتمايل
ساخنة أنفاسك
ولعطرك سيدي جنون العمر
احتويني بقبلة أخيرة
ها إني أذوي بين ذراعيك
أنا من أوعزت للأصابع أن تمسك الظل
والكؤوس أن تريق ملامحنا
في عتمة لن تتكرر
ورقصتنا للتو بدأت.