شعر فصحى

شذى سعد

نصوص قصيرة

 

*نصوص / الشاعرة العراقية شذى اسعد

1)
يوم كنا نستحم بالمطر، نجري حفاة الروح، نرسم احلامنا بلون شديد البهجة.
يوم كنا نتلوا صلواتنا قرب قُبلة دنت من عاشقين، ونعشق جدا ذنوبنا الصغيرة.
يوم كنا نشترك بسرقة رغيف واحد، لنصطاد به الكثير من الصباحات المحلقة على اجنحة النوارس.
يوم كنا نتوه بين الازقة، نخربش على الجدران، نكتب المواعيد بتواريخ حاضرة.
كانت الأماني كبيرة جداً، وكنا صغاراً جداً، لا يمكننا الإشتراك بسباق الموانع هذا، واجتياز حاجز الطفولة ذاك ..

2 )
ما كان علي ان أتعجل المكوث داخل اروقة المتحف، والانصياع لأوامره مرة واحدة.
ما كان علي ان أسمح له بإلتقاط الصور العابرة، وتعليقها قرب كل الأشياء المتحجرة هناك..
ما كان علي ان اموت هنا، واكتفي بصندوق زجاجي، ورقم عالمي تحفظه لي هيئة الأثار والسياحة..
ما كان علي ان أنام طويلا، طويلا جدا فوق أريكة الجلوس، مكشوفة الغطاء وأتسبب بكل هذه الفوضى..

3)

هكذا تعودت الجلوس عند بابه الهائلة كل مساء ، افترش الأضاحي بأكفان ملونة، وأستبسل كثيراً في جمع بساطيل ضائعة من على يافطات الحروب، أرصفها بأتقان محارب فقد قدميه بأحدى حملات التبرع تلك ..
كل مساء تبقى البوابة موصدة وأبقى بالقرب أعد عشاءا فاخرا بصحبة كل هذا الموت …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق