الثقافةشعر فصحى

عامر الطيب

العراق

النهايةُ هي النهاية
إن حدثت في الهامشِ أو في المكان الرحيم
الذي يسندنا .
بوضوح مستمر سأخبر نفسك
لم يجف النبع بعد،
ثمة مياه صافية تتأخر في الوصول
كلمات نتذكرها مؤخراً
قد تصلح الحال
لكن كيف سيحدث هذا
و نحن نتمشى صامتين بمرارة الهزيمة
التي لم نكرهها بعد؟
إن وصلنا إلى الظل سيكون كل شيء
قد ضاع فجأة .
لهذا أحاول أن أبتدعَ شيئاً
الا أنني أفسح لك المجال قليلاً
أعرف أن كلماتك ستنهمر دفعة واحدة
أن حياتك لن تندفع مطولا على هذا النحو
من الهبل
أعني أن تتوقفي عن الكلام
عندما ينبغي عليكِ التوقف عن المشي!

راقبني و أنا أبكي
ألا أبدو لك مثل رجل يبكي للمرة
الأولى
يقول مأساتي لا تعني أحداً
لهذا ابكي مطمئنا
يدعي ذاك لأن كبرياءه توهمه أن الدموع
خلاصة القول.
راقبني وقد انتهيتُ من النوح
ألا أبدو كامرأة هادئة
بكتْ بغزارة
كأنها يجب أن تفعل ذلك نيابة عن الأمطار !

عندما أركب الطائرة
أنسى الحياة الريفية خلفي ،حياة الرجال الذين
سافروا شهوراً طويلة
على الإبل.
لم يكن أهلهم قلقين
مثل الآن
و حبياتهم عودن أنفسهن على أن المسافة
تستوجب كل هذا الصبر
و إن امتزجت دموع أحدهم
بشيء من الخجل و الزيف
التفتَ لجهة
و جففها بيده
ثم أكمل الطريق مع رفاقه
لكننا في الطائرة لا نندب إلا مرتعبين
صحيح أنه طريق قصير تماماً
لكننا دفعنا ثمن
استبدال الرفاق المرحين
بالركاب !

كان جسدك اكتشاف الطفل ليده.
وضع أصابعه بفمه
و ظل يشجب العالم بطريقته
ما الجديد بالنسبة له آنذاك
اليد أم الفم؟
أليس هذا هو الوقت السيء للسؤال
عن للحب؟
كما أنه من المخجل
أن يتحدث المرء عن جسد امرأة
بصيغة الماضي!

لو كنت ساعة لاستعملتكِ بإستمرار طريف
وضعتُك نهاراً
حول يدي.
و في الليل على عيني
إنها مهام حزينة
لن يتأخر أحد
إن بكينا فجأة و غرقت الأميال!

أنا وحيد مع جسدي
لأنك بعيدة مثل الثمار عن عيون الأطفال .
أخفي ولعي
ثم أقول هذا أمر مرهق
أن ينفي المرء نفسه داخل غرفة شفافة
يعتقد أنه غير مرئي
أو أنه غير متاح
إلا أن حياته تبرز على الفور
فيحاول أن يعلم نفسه
بصوت غير مسموع :
الحب يهب القليل من اللطف
لكن الضغينة تفسد كل شيء!

حملتني أمي في ليال معتمة
من مكان لآخر
تسند نفسها على الركن
أو تضع يدها على بطنها
أنا أبكي و هي لا يطربها صوتي
لكنها حساسة لأبعد ما في اللغة من إيجاز
تفرك بطنها برفق
كما لو أنها تمسح دموعي فوراً !

أضيع في مكان عال
أو في منخفض الأرض
لا فرق
أن كل مكان تتلوث به صفتي الوحيدة
يصلح لأن أسميه المكان البعيد عن الله!

بالقرب من الظل لا يوجد ظل
أعني أن النبتة التي تنمو
تحت شجرة عالية
تخسر هيبتها
كما تضيع دموع العشاق المهانين
في المأتم !

مع الأصدقاء تصير الليلة حياة أبدية
لكن لا أحد منهم
سيستيقظ مبكراً
ليخبر الآخرين أن الأبد انتهى،
الرماد بداً مهاناً
و السكرُ تلاشى
ها قد عدنا نعرف الجدران
من الأبواب
ها قد عدنا نعرفُ أيضاً …
أنه من الأفضل ألا أكمل
حفاظاً على سمعة الوجه المعتم لبلادي !

عامر الطيب

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق