شعر فصحى

افراح الجبالي

ذكرى ابي

 

أفراح الجبالي – تونس

عنوان : إلـى ذِكْـرى أبِـي.

أقعـدُ على الصَّخرةِ ذاتِهـا
قدَمـاي العـاريتـان عُـشبـة أخـرى
وهذا الأخضرُ اللـَّـزج في الصَّحـن
مـاءٌ آخـر
لـعطشٍ آخـر لـوجْهكَ يـا أبـي
لمـاذا سكـت فـي الصَّبـاحِ البـاكرِ يـا أبـي ؟ أنـا كنـتُ فـي الطريـق
لكـن شـاحنـة بـعَرض السمـاء وقفـتْ أمـام سيـارةِ الأجـرةِ. كـالـكبريـتْ
وكـان السَّـائـقُ ينـام
وأنـا خِفْـت
الخـوفَ ذاتـه
العصفـور يَـقترب. يـهزّ رأسـه. يُـراقبنـي بـعينٍ مُـدوّرة.
هـل تأكـلُ معـي خبزي ؟. ما مِن أحد يـأكلُ معـي هـذا الصّبـاح
الرّيـح عـاتِيـة
وغيُـوم آتيـة مِن الجبـال البعيـدة
نَبش العصفـور في الـتُّراب. نظر بـعيْنِـه الأخـرى
فـرَد جنـاحيْـهِ. وغـاب
هـل يبِـيـعـونك السّجـائِر هنـاك يـا أبـي ؟
اعتصَرتُ برتقـالـتيْنِ صبـاحـاً وفكـَّـرتُ بـكل ضجيـجِ الأرضِ غير المُـنبسِطـة. النـاقِصـة
الـهُـراء
وحَـسدْتُ الجميـع
تتسلـَّـق الـدودة قـدَمـي
قطـراتٌ غليـضـة. كـأنّها سـتُمطر اليـوم أيضـا !
أشـمّ دخـانـاً
شـيءٌ مـا يَـحْـتَرق يـا أبـي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق