الثقافةشعر فصحى

عامر الطيب

العراق

ماتت ليلى و مريم
بيومٍ واحد
لكنّ حزنهما ظلّ يبهج الأغنيات
و الجائعين إلى الآن.
جنَّ قيس
فمشى على الصحارى الحارقة حافياً
و جنَّ يسوع بطريقة
أقل
فمشى على الماء !

▪︎▪︎▪︎

لا تدر وجهك أيها العام الذهبي الصغير
بدأنا صغاراً
و بنينا بيتنا من الطين
و الخشب .
لا تدر وجهك أيها العام
الملتبس
لا توجد آلهة في المقاعد الفارغة
ولا في الليل السائد
لقد نجا الإله الأخير
بأعجوبة و ها هو الآن
مثل أي كيس مملوء بالدم
يتدبر ثيابه الجديدة ليصبح بشراً !

▪︎▪︎▪︎

الحرب ليست الوحيدة
التي تحرف خطواتنا
فتذهبين إلى البيت الهادئ بنوم المرضى
و أذهب نحو حكايتي الناقصة
متحرجاً .
الحرب ليست الوحيدة
التي ننام بسببها ضعيفين
و قلقين
من أنّ الجيران
سيعتبرون ولادة يسوع حدثاً
طفيفاً
و يكتبون لنا :-
كل عام و نحن جميعاً
نتدبر نهاية سيئة للحرب !

▪︎▪︎▪︎

بداياتك مع الحب
كانت شبه ساخرة
اعتبرته قمراً و رحت تتعقبه
إلى أن وصلت
الفجر
فتهت عن قريتك،
دفعت الأبواب مع أنك صرت
أكبر سناً
و سألت الغرباء
عن قمر صغير كنت تلاحقه منذ
سنوات قليلة
مع أن الأمر بدا بعيداً عن الزمن .
لكنك الآن تتفهم طريقك جيداً
بحيرات القرى لم تعد
واضحة
مد يديك بتلك العتمة الدامسة
و اقذف حجراً !

▪︎▪︎▪︎

متى يموت المرء
فلا يخلف أحداً يبكيه
أو ينتظره
أو يتأمل صفاته اللامعة؟
متى يضع رأسه
في أرض فارغة
و ينام نومة طويلة
حتى أنهم عندما يخبرونه
إن الساعة قد اقتربت
يطلب منهم
خمسمائة سنة أخرى
ليضيع بها الوقت !

▪︎▪︎▪︎

فكرتُ أن أحبك الآن
الشوارع فارغة
و النيران البعيدة تزدهر
فكرتُ لكن يدي
ارتجفت
و حياتي الصغيرة لم تعد
قادرة على أن تساندني .
فكرت أن أحبك الآن
وقد صرتُ سخيفاً بطريقة الأشجار
اليابسة
هي فرصتي
بأن أجد سخيفاً
يشاركني
اللعبة ذاتها مع الريح !

▪︎▪︎▪︎

لم تطلب منك نجمة
أن تسميها نجمة
و لم يقترح عليك حيوان ضخم
أن تسميه فيلاً
أو حصاناً
أو جبلاً
ذهبت وحدك إلى غرفتك
و ابتكرت الأسماء
الساخرة.
لم تلوح لك القطرات الصغيرة
بأن تسميها دماً
أيضاً
هكذا لو ظلت القطرات قطرات بلا اسم
لما استطاع القتلة الآن
أن يجعلوا المزيد منها
حروفاً مالوفة في الصحف !

▪︎▪︎▪︎

كيف تذكرتَ
يدك
الآن و سحبتها من يدي؟
هل كنت خائفاً
أو حرجاً
أو أنك فعلت ذلك تلقائياً ؟
هكذا تحرك الفتاة
يد حبيبها ميتاً في الزاوية .
لقد مات منذ أربع ساعات
لكنها تحاول أن تخلق له عذراً
رومانسياً
يليق بتاريخ العراق القادم !

▪︎▪︎▪︎

أيها الأبد البعيد
هل بإمكانك أن تكون يومين صغيرين
نتسلى بواحد منهما
و نوفر الآخر
لقرون العقل الساذجة الأخرى
عندما يصير الأبد
يوماً واحداً فقط !

▪︎▪︎▪︎

ما طار طير و ارتفع
إلا لأن الأرض مدن و أيام
و أنهار
و شبابيك..
مدن كبيرة للجياع
أيام قليلة للغرباء
أنهار طويلة للعميان
شبابيك عالية للمرضى ..
ما طار طير و ارتفع
إلا لأن السماء الواحدة
سبع سموات
للنسيان !

■■■

#عامر الطيب / العراق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق