الأنثى ثُريّا المجراتِ الكونية
محمد حسني عليوة
المرأةُ، أبدًا:
تاريخٌ مِن الفكرةِ، واكتشافِ الذاتْ.
…
ثُريّا معلقةٌ، بمركزها: تَتْبَعُها المجراتْ.
***
الأنوثةُ مِنها: مِعْطَفٌ قارّي
شهابٌ مارِد،
تأنّقَ بالعُنْفوانِ الصاخبْ
استوقفه سفحُ سَريرها الموشّى
فانحنى،
يرضعُ من كَرز عَسَلِها
(وكان قدْ تَركَ الكهَنوتَ
مُشْتَعِلاً بِالصراعِ على الصوْلجَان!)
***
***
هنا، على قارعة المجرة
تتكور الكمثرى..
يمزجها البحرُ بالزَبد
والمطرُ بالزلال
والعُشْبُ بالندى
والقلبُ بالتحنانِ
والشمسُ بعبقِ النهار.
أيّ أنثى تفيضُ حِممًا
لا تمنح الجميعَ فُرصَتهم
ليلمسوا سِحْرَها الأخّاذ،
و الأملَ في استنشاقِ نَقائها المذْهل
والتمتعَ، كالصغارِ، بنشوةِ نُبلِها
المدْهون بزَيتِ الفَخَار.
عندما يصعبُ فَهْمَ الرجالِ
تصوّريهمْ: كُسالى
فيحتاجوا امرأةً،
تعربدهم..
تشردهم..
تصوّريهم حَقائبَ سَفَرك
مشغولة رُغمًا
بمعطياتِ الترْحالِ أبدًا.
تصوّريهم:
أحَلامَك الشتى
موزّعة على مَقاعِدِ المحطاتِ؛
انتظارَ الرحيلِ أو اللارحيلْ.
مِن الصّعْبِ،
التقاء امرأةٍ تَبيع كُنوزَها
لرَحّالَةٍ مجنون
يجوب القصائدَ/
المنسية في محبرة الوراقين القدامى
بحثًا عن بللٍ
وحائكٍ بإبرته النحاسية
يحترف صياغة متنه الشعري
أو…، لِرَحّالةٍ
ترَكَ في عَيْنيه، الحُبُّ:
– مُذْ لحظةِ الجَسَدِ الأولى-
بؤسًا لا يُضاهى
والصبرُ: نافذةٌ صغيرة،
لا تُفتح في العمر، المراوغِ، مرتين!
أو…، لِرَحّالةٍ..
تدس بأنفه المجدوعِ في جحيم فمها،
تُتلِف حِدّة مجده بالحبّ
تطعن كبرياءَ جلالته بالقبلات
قبلةً وراء قبلةْ..
سيلٌ من القبلاتِ،
يسبّبُ الدُوارَ للشفتين
تصعق كهرباءُ أنوثتها جلدَه
تشوّه ذكرياته في كل وطن
زار فيه مراتعَ النساءْ.
———–
مِن الصّعْبِ،
انتقاء امرأةٍ، هي الأنوثة كلها
تحت نافذتها شبَقٌ مروع
خشبُ الضلوعِ له يَنشقّ
في وجهها، وهجُ الخبز الطازج
جَسَدُها صَرْحُ عِشْقٍ
مَرّدَتْهُ فِخَاخُ البَصيرَةِ
تَحْسَبْهُ لُـجّةً..
عند وقْعِ الماءِ بالماءِ؛
تَرَاهُ مُخْضَرًّا،
حَطّ يَنْبوعَهُ السرِّي فَيْضٌ
تَتابعَ تِلْوَ فَيْضٍ من السَكَراتْ.