مَاذَا يَحْمِلُ الغُرَبَاء
كَانَتْ مَعِي ،
كُلُّ أَغَانِي العَاشِقينَ وَأَنَا أَنْتَظِرُ
أَحْتَضِرُ ،
وَأُصَلِّي لِقَلْبِكِ كَيْ يَعُودَ مِنْ مَاءِ الغِيَابِ
وَكَانَتْ مَعِي الأَسْبَابُ
تُصَلِّي لِعُشْبَةٍ تَموتُ عِنْدَ طَرفِ البَابِ
كَانَتْ مَعِي ،
وُجُوهُ النَاسِ المتْعَبَةِ مِنْ صَحَاري الكَلامِ
مِنَ الزُحَامِ ،
مِنْ بَنَادِقِ الصَيْدِ تَغْتَالُ فِرَاخَ الحمَامِ
لَمْ أَكُ وَحْدِي ،
وَالماءُ يَفِيضُ مِنْ سِلالِ البَيضِ وَالتينِ
وَالحَنينُ ،
الحَنينُ الذي ذَوَّبَ الظِلَّ فِي الظِلِّ اليَقينِ
كَانَتْ مَعِي ،
نَجْمَتَانِ عَارِيتَانِ تَخْتَبِئَانِ مِنْ غُزْلانِ النَظَرِ
مِنْ سُوطِ الجَلّادِ ،
وَمِنْ غَمَامَاتٍ حُبْلَى بِالسَرَابِ مِنْ دونِ مَطَرِ
وَحِيدٌ إِلّا مِنْ ظِلِّي
ظِلِّي النَابِتُ فِي الأَرْضِ رُغْمَ أَنْفِهَا المَجْدُوعِ
رُغْمَ الجِدَارِ ،
وَالحزنِ الطَالِعِ مِنْ بُكَاءِ اليَتَامَى وَالجُوعِ
كَانَتْ مَعِي ،
كُلُّ مَكَاتِيبِ العُشاقِ التي لَمْ تَصِلْ لِأَصْحَابِهَا
وَالطَوَابعُ المرْتَخِيةُ ،
الحُروفُ التي تَشْخَرُ كُلَّمَا مَسَّهَا التَعَبُ وَانْتَابَها
وَكُنْتُ أُغَنِّي ،
لِأَنِّي لا أُجِيدُ شَيْئَاً سِوَى الغِنَاءِ
حَتَّى غِنَائِي ,
نِصفُ غِنَائِي فِي النَشَازِ
كَنْتُ مْعِي ،
وَأَنا أَقْفِزُ وَحِيداً عَنْ سُورِ الحَدِيقَةِ وَالعُكَّازِ
وأسْقُطُ كَلَاشَيءٍ أَبْلَهٍ
يَسْقُطُ مَرَّةً أُخْرَى فِي المَجَازِ
ثُمَّ فَقَدْتُ دَمِي فِي سُوقٍ حُرَّةٍ
بَينَ حَدَّيْنِ مُتَلاصِقَينِ
لَيْسَا أَصْدقاءَ وَلَيْسَا أَعْدَاءَ
يُمْكِنُ أَنْ نُسَمِّيهُمَا الأَعْدقاءَ
غَرِيبينِ فِي ظِلٍّ بَعيدٍ يَخْشَى مِنَ الغُرَبَاءِ
وَمَاذا يَحْمِلُ الغُرَبَاءُ غَيرَ ذِكْرَيَاتٍ وَبَقَايَا أَشْلَاءٍ
مَاذَا يَحْمِلُ الغُرَبَاءُ ?
غَيْرَ سِلالٍ مَمْلُوءَةٍ بِخَبْزٍ مِنْ حِبْرِ القَضَاءِ