اعتذار علني
من كل
من رابضوا في
ساحات
الحكمة
الغارقين بطقوس التفرد
….
الى من رُجِموا
بحجارة الآثمين
و ظلالهم لما تزل باسمة
….
الى كتب حُرقت قبل أن
تقبلها العيون
وأجساد وئدت
قبل أن تعيد رسمها يد عاشق
…..
لعينين اعتادتا الظلام
حتى بات النور
حكاية مخيفة
….
أعتذر لجسد جردته صباه
ورميت به في كهولة مبكرة
فراح يحبو
….
هاهنا
فوق بقاياكم
افترشت المدن بيوتها
محال بقالتها
حتى باتت الجلبة
بشكل ما
نواحاً
لموتى
من غير أوطان
….
من نسيان
شموليّ
…
أستميحكم عذراً
أنتم الآن
بأحزانكم
بحروبكم
بخطاياكم
لا شيء
….
وما اعتذاري
سوى حفل تأبين
لأحياء
من غير أجساد
أسماؤهم
شفت
أحلامهم غاصت
في ثلج غربة
لا شمس فيها
..
أعتذر لحدس أمّ أخطأ
مرة واحدة
واستلمت جثة باردة
…..
لطفل قبع خلف الوقت
ولم يكبر
….
وصبية تلفحت بالزهر
ومن حولها الصقيع
….
من كل المرايا
وقد أرغمتها
لإظهاري جميلة
…
لجميع العطور
أخفي بها حزني
فتمتصني مكرهة
….
اعتذر
لقراءة العرافة
الخائبة في حارتنا
لم يأتني الفارس
ولو مقنّعاً
….
من فنجان كسرته وقتها
وسباب تطاير من أمي الأرملة
….
ودموعها أمام صورة مغبرة
من همهماتها اللاواعية
في آخر الليل
وعرق مخنوق
بلا رائحة
….
اعتذاراتي
للكون
أننا قد أسأنا الفهم
وقد، ظننا الحياة
لنحيا
ومن الموت
اذ، ظنناه أكذوبة
كي نخاف
واحدى خرافات العجائز
….
أعتذر
لجنة
لجحيم
ظنناهما خلف عتمة الولادة
ونور الفناء
واذ بهما مدينتين
تشبهان عيني
تخفقان برغبة الإبتلاع
ونشوة السيطرة
…..
أعتذر لكلمة
لم أقلها
خوف الرجم بالقبل
بتهمة العشق..
فاطمة عيزوقي
21/1/2017