إن نمت الليلة ستصحو بعد ثماني او تسع ساعات من الآن ..
أنت الآن ..
انيق كالعادة ..
بمعطف أسود وشال دافئ على عنقك..
بخطى رصينة اسمع وقعها تمشي ..
ستفتح باب سيارتك باليد اليسرى وتجلس خلف المقود ..
بعد دقائق من الصمت ستحرك المفتاح ليشتغل المحرك ..
لن تفكربي ابدا وانت على طريق الوصول الى المطعم ..
وحين تصل ..
ستختار طاولة قصية
ستكره كراسيها الثلاثة ..
فلا احد يجلس على أحدها..
قبل العشاء او اثنائه او بعده
وحين يباغتك البكاء ..
ستخلع نظارتك بهدوء ..
وترفع شعرك الرائع بخصلاته البيض الآسرة
وتغطي عينيك بحيلة ما ..
وعندما تعود الى بيتك..
سيكون البرد ينتظرك ..
وهالة ضخمة من خيالي
فيها سريرك ووسادتك
غطاؤك
وعتمة الغرفة
والستائر
وهاتفك
واصابعك الطويلة ..
والحلي الجميل في يدك اليسرى..
بهدوء ثم سقطة سيهوي جسدك على السرير
فتهز روح الهالة ..
عيناك مغمضتان الآن ..
تقاوم البكاء
ولا تفكر بي ابدا ..
بعد القليل من الوقت
ستخلع ملابسك الانيقة ..
وترتدي ملابس نومك الانيقة ايضا ..
ولن تفكر بي ابدا ..
ظهرك يؤلمك ..
راسك ..
مفاصلك ..
وحبة الدواء تؤلمك ..
ستتناولها وتنام الآن..
ولن تحادثني..
بينما ستبقى داخل هالة خيالي ..
وانامازلت احبك جدا
وما زلت رجلي الذي عشقت..
ومازلت غصة العمر وشهقة الروح ..
بعد ثماني او تسع ساعات ستصحو ..
ولن تفكربي ابدا ..
بينما انت باق في هالة خيالي ..
بشعرك ذو الخصلات القطنية..
والكحل الابيض الآسرعلى ذقنك الكثيف ..
وحقل الورد في صدرك ..
وفنجان قهوتك وحجارة هيلها ..
واصابعك الطويلة ..
وسيجارتك ..
والزاوية التي لطالما تمنيت ان تحصرني فيها لتسرق قبلة عنوة ..
اراك تراقبها ولاتفكر بي ابدا ..
ستحتسي فنجانك الحلو ..
وتخرج ..
بينما سنبقى طويلا نتبادل الصمت وانت باق في هالة خيالي
بادق تفاصيل روحك ويومك ..
لاتمت من اجلي
عش من اجلك ومن أجلي ..
فلا الطريق بآخر نصله ..
ولا الوصول يفيد ..
فكن بفرح وحياة يا عزيز القلب