شعر فصحى
زكية المرموق المغرب
المظلاتُ ليستْ دليلاً على المطر…
أحدٌ لا أحدَ له
ينامُ دون أن ينام ..
يمرُّ دون أن يمرُّ ودون أن أراهُ !
أحدٌ لا يعرفني
لا يرقصُ على ايقاعهِ أحدٌ
ولا أحد يعرفهُ
يمشي وحدهُ على الطريق ..
يمشي على طيفهِ
أو يمشي عليَّ
من يدري ؟
هذه أنا : لا أحدَ في يومِ أحدٍ
ترى مِمَ أهربُ يا إميل سيوران ؟
من الموتِ أم من كارثةِ الولادةِ ؟
أيّهما أشدُّ وطأة على هذا الأحد ؟
.
.
الغابةُ على يميني
وفي جيبي أعوادُ ثقابٍ
وبينهما هاوية .
وكي لا أدوسُ على خيالاتي
مضطرةٌ أن أتخطاني
في هذا السديمِ الواحدِ الأحد !
ومثل زوبعةٍ في فنجان
أشربُ دمي
نكايةً بفأرةٍ جائعةٍ .
لغتي حاسرةُ الصدرِ
فلا تقشريني أيّتها التآويل ,
فمن يختبئُ من الريحِ بظلٍ
ينتهي قطعة حطبٍ !
.
.
أيها العطشُ ..
المظلاتُ ليستْ دليلاً على المطرِ
قد تُستخدمُ للزينةِ
في كرنفالاتِ الوشاةِ
فلا تترك أفكاركَ تستمني
سيخذلك جناحُكَ ولن تصل .
قَطّع الحكاية إلى أجزاء
وأعدْ ترتيبها كلعبةِ بازل
فالطريق إلى الدالية
كأسٌ أو رمحُ .
يا بودلير ..
لسنا أزهار الشر
نحن أزهار ألمٍ
الألم الذي جرعوه لنا
منذ الصرخة الأولى
على هيئة كحلٍ .
الثلجُ يا حنا مينا ،
لا يأتي من النافذةِ فقط
الثلجُ كلامٌ فضفاضٌ
وغائم
يأتي من الشاشاتِ أيضاً
والملعقة التي دسّها دالي
في فمِ بيكاسو
أكلتْ أضلاعَ اللوحةِ !!