شعر فصحى

آمال محمود

لا تعبر علي

لا أعثر علي ..
و كأنك مذ هجرتني عهدت بي إلى بحر
أنا صوت ارتطام أمواجه
أعلو
أتفاقم
ثم أتلاشى !

لا أعثر علي ..
ربما أكون صرخة تلك النجمة الوحيدة الشاحبة
أود لو أسقط من قلب السماء
أتشظى
أتناثر كأشياء كثيرة
أمنح العدم اسمي
أتوهج
ثم أتكور في حضن الظلام
بدوره يطفىء عيني
بعد أن يسدل الستارة عقب المشهد الأخير !

لا أعثر علي ..
على النافذة تقف حبة مطر صغيرة
تظهر في ساعات الفجر الأولى
ثم تختفي
لا أعرف عنها شيئا
سوى أنها ابنة غيمة عاقر
و تلك النافذة الوحيدة
تحتضن جدران منزلك أجمع !

لا أعثر علي ..
في الغابة القريبة يتعالى نداء طائر جريح
تبتلع الريح صوته و لا تكمل مسيرها
في جوفها أشياء قاتلة و مقتولة
على سبيل الحصر
نداءاتي و اسمك !

لا أعثر علي ..
ما أجمل تلك الدمعة الساخنة المتكورة على خد المرأة
المستلقية تحت التراب كأميرة نائمة
لا أعرفها .. لا تعرفني
فقط عرضت عليها أحداث آخر مشهد
يعود لرجل وسيم يمسك بيد امرأة فاتنة
ودعتها و رحت أتسلق ليل امرأة أخرى ميتة !

لا أعثر علي ..
أثناء هروبي الأخير منك
دخلت إلى حقل قصب مكتنز بالصمت و الرهبة
هناك فقط شعرت بي للمرة الأولى
أحسست بأناي المفقودة
استلقيت على الأرض
غنيت بحنجرتي المثقوبة
ارتد غنائي إلى أعماقي مفتتا حبالي الصوتية
فسال صوتي و امتزج بحبات التراب
و هكذا عثرت علي

أنا صوت النايات التي لم تصنع بعد !سعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق