اعتزال
أمير الحلاج
_________
لا تزاورْ
عن مسارٍ
أنت للعُزلةِ عن روحٍ سقتْكَ الروحَ
نسغًا
يُنعشُ القلبَ لتبقى
كمطيعٍ لعصاها
أنت أدركتَ سماءً
قبَّلتْ هاجسَكَ الحيَّ
فشيِّدْ قبَّةً
حتى السماواتُ لها تحسدُ ما فيكَ
من العزمِ لتعلو
أيها المخلوق
أن توحي لعينيكَ الركونَ العذبَ
أعلى الرأسِ وضعًا
لتبثَّ الصبحَ
لا تغلقْ طريقَ الصحِّ
إكرامًا لكفِّ الأمسِ
بعضُ الأمرِ يستوجبُ بترًا
فدعِ الأرضَ تمدُّ الزرعَ
إنَّ العينَ في جوعٍ لعينٍ تطلقُ الإنعاشَ
فاستمسكْ بما يبقيكَ في ضمٍّ
لرملٍ يُنبتُ السلَّمَ
لا شيءٌ من الحالة يحيا ليغورْ
أيها الحالمُ أنَّ الليلَ لا يبغي رحيلًا
فاستفقْ أن الرزايا
لا تكفُّ الكفُّ أن يهوى الصرير